لهذه الأسباب تم اختيار «العميل ميليس» لرئاسة لجنة التحقيق.. مدير مؤسسة «عالم واحد»: ميليس عميل للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية!!

يتسلم القاضي الألماني ديتليف ميليس أخطر قضية، وهي جلاء الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، التي هزت لبنان، وكان لها تداعيات بدأت تظهر.‏ وميليس الذي يجري تقديمه كمحترف ومهني دقيق، هناك من تابع الملفات التي تسلمها في ألمانيا، ‏ومنها عملية تفجير مقهى «لابيل»، يقلل من كفاءة ومهنية ميليس مستنداً إلى وقائع وأحداث ‏حصلت في القضاء الألماني.‏

الدكتور سعيد دودين الألماني من أصل عربي، والذي يقيم في ألمانيا منذ أربعين عاماً، ‏ويدرس في جامعاتها، وله نشاطات متعددة، حيث أسس مؤسسة «عالم واحد للبحث والإعلام» وداراً ‏للنشر مع شركاء له، يلقي الضوء على تجربة ميليس القضائية في ألمانيا من خلال وقائع يؤكد ‏هو أنه مسؤول عن كل كلمة يقولها، لأنها موثقة في المحاكم الألمانية، وصدرت في الصحف الألمانية ‏تعليقات حولها.‏

و«الديار» التي التقت دودين في زيارة له إلى بيروت، ليطلعها على ما لديه من معلومات ‏فإنها تضعها أمام من يعنيهم الأمر، للتعرف من شخصية متابعة للشأن القانوني في ألمانيا ‏حول عمل ميليس.‏ وفيما يلي نص الحوار:‏

‏● كمقيم في ألمانيا منذ عقود، ومتابع للشأن القانوني والقضائي، نود أن نعرف عن القاضي ‏الألماني ديتليف ميليس الذي يرأس لجنة التحقيق الدولية باغتيال رفيق ‏الحريري، فمن هو ميليس الذي يقال أنه قاض محترف ويقوم بمهمته بشكل ‏مهني دقيق؟

 أنا مقيم في ألمانيا منذ عام 1965، وأتابع بنشاط السيد ميليس منذ العام 1986، وأود أن ‏أؤكد حقيقة وهو ليس رأيي الخاص إنما هناك إجماع في الأوساط القانونية، أن السيد ديتليف ‏ميليس لا يملك الكفاءة المهنية التي تخوله القيام بمهمة خطيرة، لا سيما وان هناك إجماعا ‏شعبياً لبنانياً يريد الحقيقة عن الجريمة الرهيبة التي أودت بحياة أكثر من عشرين مواطناً وفي ‏طليعتهم الرئيس الحريري، وكان على من يريد الحقيقة، أن يوكل خبراء على درجة ‏عالية من المهنية والمصداقية، وهنا أريد أن أؤكد أن ميليس لا يملك الكفاءة المهنية، وعلى ‏سبيل المثال هناك عدة قرارات من المحاكم الألمانية تؤكد هذه الحقيقة عن عدم كفايته. أولاً ‏هناك قرار يؤكد على عدم مصداقيته، والدليل على ذلك أنه عندما تم استجواب المدعي العام ‏ميليس كشاهد في تفجير مقهى «لا بيل»، وثق القاضي في قرار الإدانة للمتهمين بان المدعي ‏العام ميليس لم يكن صادقاً أثناء استجوابه كقاضٍ.‏ وفي الحقيقة عندما تمَّ تعيينه في قضية اغتيال الحريري، كلفت «مؤسسة عالم واحد للبحث ‏والإعلام»، محامين مختصين، وليسوا من فريق الدفاع في القضية التي كان ميليس مدعياً عاماً ‏فيها، بل هم من المحامين الحياديين تم تكليفهم من المؤسسة، لإعداد أبحاث علمية حول ‏الكفاءة المهنية للقاضي ميليس أثناء هذه المحاكمات، فماذا حصل. أعطي مثالاً فأثناء محاكمة ‏المدعو يوهانس والنش الذي اتهم بأنه وبناء على طلب المخابرات السورية، قام بإطلاق ‏صواريخ على طائرة «العال» الاسرائيلية، وقام بتفجير قطارين، وبتفجير مجلة عربية في ‏باريس. ولقد اعتمد السيد ميليس على أقوال سيدة كشاهدة إثبات ‏رئيسية، وقام مع سبق الإصرار بتغييب محامي الدفاع إبان استجوابها، ثم عرضها على قاض وأعيد استجوابها وأدلت بأقوال متطابقة مع الأقوال التي اعترفت ‏بها أمام ميليس، ولما سأل رئيس المحكمة السيد ميليس، لماذا تم تغييب محامي الدفاع، أجاب: ‏لو تم إخبار محامي الدفاع وحضوره لما حصلت على الأقوال التي حصلت عليها. فشعر رئيس المحكمة باستياء رهيب جداً وأكد أن هذا المنطق خارج القانون، واصدر ‏قراره بمنع استخدام أقوال الشاهدة أمام المدعي العام، ويمنع استخدام أقوالها أمام ‏القاضي الذي حقق معها، وتحذف أقوالها من ملف القضية. هذا مثال ساطع على الكفاءة المهنية لميليس.‏ كما توجد أمثلة أخرى عن عدم كفاءة ميليس، هناك عميل للمخابرات الأميركية وهو مواطن ‏ليبي، كان صدر ضده أمر اعتقال بتهمة ارتكاب جريمة قتل، وصدر ضده في برلين ‏قرار بتهمة ثلاث جرائم قتل، ومحاولة قتل 104 مواطنين في جريمة تفجير مقهى «لابيل». المدعي ‏العام ميليس لم يقم بملاحقته أو استجوابه، بل طلب استجواب سائق السفارة الليبية ‏‏(المكتب الشعبي الليبي) في ألمانيا الشرقية الذي كان يحضر الحاجيات للسفارة من ألمانيا ‏الغربية، وهو مواطن اسمه ياسر الشريدي وتقديمه كمتهم أساسي في قضية «لابيل»، وبعد جلبه ‏من لبنان وتضليل القضاء اللبناني قال القاضي رئيس المحكمة للسيد ميليس: هذه الأدلة لا ‏تكفي لاستمرار الاعتقال وسأصدر قراراً بالإفراج عن المتهم، ولذلك توجه ميليس إلى عميل ‏الاستخبارات الأميركية والمطلوب بأوامر اعتقال واتفق معه على أن يعود إلى ‏برلين، وأن يرفع عنه الاعتقال، عاد السيد ميليس إلى برلين ورفع أوامر الاعتقال عنه. وجاء ‏بعميل المخابرات الأميركية حيث كان يعيش تحت حماية الشرطة، وصعق رئيس المحكمة عندما دخل ‏هذا الإنسان طليقاً، وأكد القاضي أن القانون الألماني لا يسمح بمنح قاتل أي امتياز على ‏الإطلاق، واصدر أمرا باعتقاله، فتوجه هذا العميل إلى ميليس، وأكد في هذه الجلسة بأن المخابرات الأميركية خططت لعملية ‏تفجير مقهى «لابيل».‏

تبعية ميليس المخابراتية

‏● ما دمت تعرض كل هذه الوقائع عن عدم مهنية ميليس من قبل القضاء الألماني، وعدم ‏احترافيته، فلماذا تم تكليفه بقضية ستغير المنطقة، في حال تم اعتماد تقريره، فلماذا لم ‏تعترض ألمانيا أو القضاء اللبناني على هذا الاختيار. ولمـــاذا لم ترسل مذكرة إلى الأمين ‏العام للأمم المتحدة كوفي انان بــهذا الخصــوص؟

 هناك سببان لتعيين ميليس، الأول عدم كفاءته المهنية، والسبب الثاني هو تبعيته لأجهزة ‏المخابرات الألمانية والأميركية والفرنسية والإسرائيلية، وأنا أعطي مثلين: ‏الأول حول التبعية لأجهزة الاستخبارات الفرنسية، ففي قضية فانريش، نسق لمدة أربع سنوات ‏مع ضباط مخابرات فرنسيين، وكان هناك متهم محتجز في عمان، وصل ضباط مخابرات فرنسيون إلى ‏عمان وأعطوا المخابرات الأردنية ثلاثمائة سؤال للإجابة ‏عليها من المتهم. تمت الترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، وقام ضباط مخابرات أردنيون حسب ‏المزاعم باستجوابه، وبمعدل دقيقة واحدة لكل جواب، وسلمت الإجابات باللغة العربية إلى ‏المخابرات الفرنسية التي قامت بترجمتها إلى اللغة الفرنسية، ومن ثم تمت ترجمتها من اللغة ‏الفرنسية إلى اللغة الألمانية، وبعدها تولى ميليس كتابة ملخص لهذه الترجمة، وعندما طرح ‏أمام المحكمة قال القاضي، انتم تريدون أن اعتبر أن التحقيق حصل في مكان ما مع شخص ما ‏بلغة ما، وتم نقلها بعدة لغات، فهل هذا ما تريدون. هذا هو منهاج ميليس في التحقيق.‏ والمثل الثاني، كان هناك عميل للمخابرات الإسرائيلية يدعى محمد العمايرة، وصدر ضده أمر ‏باعتقال عام 1989 بتهمة ارتكاب جريمة قتل، وتم تغييبه إلى الدانمارك، وعلم بمكان إقامته ‏وأخبر السيد المدعي العام بذلك وادعى أن هذه المعلومات خاطئة وقامت ‏صحافية نروجية بتصويره أمام منزله، ونشرت على الصفحة الأولى من صحيفتها هذا عميل ‏للموساد ويشكل خطراً على النروج، واعلم ميليس بذلك، ولم يتم اعتقاله، ‏وذهب وفد من التلفزيون الألماني وصوّر العمايرة في منزله بنفس العنوان الذي أحيط السيد ‏ميليس به، وسئل هل أنت عميل للموساد أجاب، إن محاميه سيجيب عن هذا السؤال، فذهب ‏الطاقم التلفزيوني إلى المحامي وسأله بشكل واضح هل موكلك محمد العمايرة عميل للموساد ‏اجاب: نعم.‏

‏● بماذا كان العمايرة متهماً؟

 تفجير مقهى «لابيل». وقد ذكر المحامي وبوضوح عن عمالة العمايرة للموساد الإسرائيلي ‏أمام التلفزيون الألماني، وقد بث هذا البرنامج في التلفزيون الرسمي الألماني الثاني. هذه ‏هي علاقة ميليس بالمخابرات.‏

وما يثير استغراب حركة السلام في ألمانيا، عندما يصرح ميليس في مؤتمر صحافي في الأمم المتحدة ‏عن شكره لإسرائيل على تعاونها الوثيق معه، وفي مؤتمره الصحافي في بيروت يقول، انه لم يقم ‏أية علاقة عمل أو تواصل عمل مع إسرائيل، هذا الأمر يثير استغراب حركة السلام في ألمانيا، ‏حول موقف القوى السياسية في لبنان.

‏ المجتمع الألماني يعرف

 ‏● هل يعرف الشعب والمجتمع الألماني، الحقائق التي تتحدث عنها عن ميليس؟

 نعم، وتاريخ ميليس بدأ في ألمانيا، عندما قام أصحاب العقارات بافراغ الابنية لرفع ‏الايجارات، هذا القرار أدى إلى حركة احتجاج من طلاب وعمال فقراء وغيرهم، أدت إلى احتلال ‏الأبنية الفارغة والسكن فيها، كان المدعي العام ميليس مسؤولا في برلين واصدر الأوامر ‏للشرطة للقمع الوحشي للحركة الاحتجاجية، واتهم العديد من الطلاب ودمر مستقبلهم ورماهم ‏في السجن. وأكثر من ذلك كان ميليس في قسم يدعى المدعي العام السياسي، وفي عام 1989 تمت ‏انتخابات مفاجئة في برلين أدت إلى نجاح الحزب الديمقراطي الاشتراكي، واكتشف وزير الداخلية في ‏الحزب الجديد، بأنه كان مراقباً من القسم الذي يتولاه ميليس، وعين محامياً يدعى السيد ‏هولتمر رئيس لجنة تحقيق، وتوصلت هذه اللجنة إلى نتيجة بان نشاط هذا القسم الذي كان ‏ميليس فيه، هو نشاط خارج القانون، وتم حل هذا القسم.‏

والأمر الثاني وهو أن هناك ضابط موساد إسرائيليا قال انه قام بالإشراف على زرع جهاز ‏بث في بنغازي، وعبر هذا الجهاز قام قسم التضليل في الموساد ببث نداءات من اجل القيام ‏بأعمال إرهابية ضد أميركا، ولما سألتنا الولايات المتحدة الأميركية أكدنا على هذه ‏النداءات، وأدى هذا الادعاء إلى قصف ليبيا وقتل 30 إنسانا من بينهم 23 طفلاً، ولما بدأت ‏قضية «لابيل»، ورغم نشر ضابط الموساد اوستروسفكي مذكراته، لم يقم ميليس باستدعائه ‏كشاهد.‏

‏● يبدو أن ميليس كما استند إلى شاهد في تفجير «لابيل»، استند إلى شاهد هو محمد زهير ‏الصديق، تبين انه ينتحل صفة ضابط، وله تاريخ قضائي وسجل عدلي غير نظيف، أي انه يستخدم ‏نفس الأسلوب في قضية اغتيال الرئيس الحريري؟

 هذا هو منهاج ميليس، في قضية فايريش، تم ابتزاز دبلوماسي سوري كانت المخابرات ‏الألمانية جندته في بودابست، وجلب كشاهد. في قضية «لابيل» تم الاستعانة بعميل للمخابرات ‏الأميركية وهو السيد مالتر. هذا هو منهاج ميليس الذي لا يبحث عن الحقيقة. وعندما تم تعيين ‏ميليس بدأت حركة احتجاج شديدة، هناك المحامي الليبرالي الشهير جوني هايدلبرغ والذي كتب ‏تعليقاً حول اختيار كوفي انان لميليس، وذكَر فيه انان بالجرائم التي ارتكبت بالعراق، وفي ‏اختيار ميليس، فإن الجرائم سوف تتكرر، والعالم لن يقبل ارتكاب جريمة حرب ومن ثم يقوم ‏إنسان ما بالاعتذار كما فعل كولن باول.‏ فهل سننتطر كارثة جديدة في سورية ولبنان، من اجل أن يعتذر آخرون لأنهم اخطؤوا. ميليس ينفذ ‏ما كلف به، وما كلف به هو موثق في وثيقة كلينبر التي وضعها ريتشارد بيرل من أجل اجتياح ‏سورية ولبنان، وهذا ما ينفذ، وهو يسمح باستغلال نفسه. الخطير ليس ميليس، الخطير هو ضابط ‏مخابرات ألماني وهو نائب رئيس اللجنة، وقد ظهر عندما سلم رئيس مجلس الوزراء فؤاد ‏السنيورة التقرير، تحت اسم ليمان، وهو قام منذ عام 1979، ببناء شبكة جواسيس قاموا ‏باختراق المنظمات الفلسطينية ونسق مع المخابرات ‏البريطانية بتجنيد أحد المخبرين العراقيين، فهو جاسوس قام باختراقات أمنية خطيرة يعاقب ‏عليها القانون الألماني. أنا أؤكد وبكل مسؤولية، وكافة الخبراء الذين كلفتهم مؤسسة «عالم واحد للبحث والإعلام» كخبراء ‏قانونيين، بتقديم تقارير علمية حول الكفاءة المهنية للسيد ميليس والخبراء الذين تم ‏تكليفهم لصياغة بحث حول ما يسمى تقرير ميليس أكدوا أن هذه مهزلة. وقالوا أن المكان المناسب لهذا ‏التقرير هو سلة المهملات، وهو يشكل إهانة للحد الأدنى من ذكاء أي رجل ‏قانون في ألمانيا. ولن يستطيع السيد ميليس تمرير هذا التقرير عند قاضي قرية في ألمانيا، ‏ وأنا على ‏قناعة بان حركة السلام في ألمانيا ستنطق كلمتها ولن تقبل أن تتكرر مأساة الشعب العراقي ‏مرة أخرى في لبنان وسورية.‏

الحقيقة باغتيال الحريري

‏● برأيك لم يصل التقرير إلى الحقيقة، بشأن اغتيال الرئيس الحريري؟

 من دواعي الاستغراب أن محامي المواطنين الأربعة (الضباط) الذين تم اعتقالهم، لم يقدموا فور صدور هذا التقرير ‏طلباً للإفراج الفوري عن معتقليهم. ولو كنت مسؤولاً لقاضيت ميليس بتهمة خنق حرية. ‏أود أن أؤكد شيئاً، إن الوصول إلى حقيقة الجريمة الرهيبة التي ذهب ضحيتها الحريري ‏هي ضرورة لبنانية وعربية وإنسانية، وهي ضرورة كي لا تستمر الأيدي القذرة في العبث في ‏أمن وسلامة الإنسان اللبناني الذي عانى الكثير عبر السنوات، ولكن الذي كلف فرداً اسمه ميليس ‏ونائبه ليمان يريد الابتعاد عن الحقيقة، السيد ميليس ‏ونائبه ليمان لا يملكان الكفاءة المهنية، وهذا رأي الخبراء الذين كلفتهم مؤسستنا لإبداء ‏الرأي.‏

‏● في اللجنة عدد كبير من المحققين من جنسيات ودول مختلفة، فكيف يمكن لميليس أن يتفرد في ‏تقريره؟

‏ كان في لجنة التجسس على العراق، هناك ضابط في البحرية الأميركية، الذي ربطتني به صداقة ‏وألف كتاباً حول الموضوع، قال لي، لم أتلق تعليماتي من الأمم المتحدة ولا من الخارجية ‏الأميركية، بل من المخابرات الأميركية، وهو كان رئيس اللجنة في فترة ما.‏ ماذا نقول إذا كان على مستوى من السخافة تزوير وثيقة بان العراق اشترى اليورانيوم ‏من دولة افريقية من وزير خارجية مستقيل منذ تسع سنوات، ‏ولما قدمت إلى متدربة في فيينا اكتشفت خلال دقائق أنها مزورة وبشكل سخيف جداً، وقامت ‏بريطانيا باستنساخ عمل منزلي من طالب جامعي، وتقديمه كوثيقة للأمم المتحدة، ألم يكذب مجرم ‏الحرب كولن باول أمام مجلس الأمن، وهل يكفيني بعد احتلال العراق وتدميره وإبادة الشعب ‏العراقي، أن يقف مجرم حرب ويقول أنا آسف، وهذا مشين لسيرتي الذاتية ماذا تعنيني سيرته ‏الذاتية، ما يعنيني هو اعتقال مجرمي الحرب وتقديمهم للمحاكمة؟؟! ومن يريد الحقيقة في اغتيال ‏الحريري، لا يوكل أعداء الحقيقة بالبحث عنها. لأننا لن نجدها.‏

وثيقة تحريضية

● هناك تشكيك بتقرير ميليس بأنه لم يقدم الأدلة، واستند إلى شاهد مشكوك بأمره؟

‏ هذا ليس تقريراً بل وثيقة تحريضية، هذا ليس رأيي، بل رأي لجنة من القانونيين ستقوم ‏ببث هذا الرأي في دار النقابات ببرلين يوم 3 تشرين الثاني هذه وثيقة تحريضية لها هدف ‏واضح، استغلال منازعات محلية ساذجة من اجل التغلغل في لبنان، أليس تاريخ لبنان منذ ‏العام 1860، هو تاريخ استغلال تناقضات داخلية من اجل فرض هيمنة خارجية، ألم نتعلم من ‏تاريخنا. هذه وثيقة تدل على شيئين أن ميليس كان فعلاً الرجل المناسب لارتكاب الجريمة ‏المناسبة، وهي تلبي ما يتوقعه منه من كلفه بهذه المهمة، وأنا أقول، ‏للسيد ميليس أن يقدم وثيقة إلى قاض ألماني مكتوب عليها الشاهد × (اكس)، فليحاول ‏ميليس أن يقدم وثيقة يقول فيها أتوقع.. وسيطلب منه ‏الاستمرار في مهنته بمزرعة. الوضع في منتهى الخطورة، والخطورة على جانبين. لقد قتل الرئيس ‏الحريري لأنه العمود الفقري، وحكومة ما يسمى «حكومة لبنان في المهجر»، وهم عصابة من ‏العملاء في القدس المحتلة بقيادة المدعو زياد عبد النور، وضعوه على ‏قائمتهم في الصفحة الالكترونية لهذه الحكومة، وما يسمى باللجنة الأميركية من «أجل لبنان ‏حر» بقيادة مجرم الحرب ريتشارد بيرل، ومجموعة من مجرمي الحرب ولدي لائحة بأسمائهم وأسماء ‏مستشاريهم وما يقوم به ميليس هو تنفيذ ما وضعه بيرل ومجرمون آخرون تحت إشراف ديك تشيني، ‏ونحن نسميهم «النازيون الجدد» وليس «المحافظون الجدد»، وهو مخطط الهيمنة الكونية التي تحاول ‏إدارة بوش بفرضه نظام عنصري كوني في خدمة الاحتكارات الاميركية. وانا تربطني صداقات بحركة ‏السلام الأميركية وهم يناشدوننا التصدي ومقاومة هذه السياسة التي يرافقها في أميركا موجة ‏‏«مكارثية» في الجامعات. والمؤسف والمؤلم، من يسيطر على الإعلام في لبنان، هل تنظر إلى دانييل ‏بايبس وهو يجلس مع المدعو زياد عبد النور، وهما أسسا معهداً، يصدر عنه مقالات عنصرية ‏تحريضية يومية يقدمها بايبس وهذه المقالات يتم تبنيها من قبل صفحات الكترونية لبعض ‏القوى اللبنانية بحذافيرها، وهناك أيضا ايفال كارمون ومؤسسة «مامري» التضليلية ومن ‏هو كارمون، هو رئيس المخابرات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، هو قائد قوات ‏ميليشيا لحد، وهو رئيس المخابرات العسكرية في لبنان المحتل، هو قائد القوة 530 لتعبئة ‏العملاء العرب في خدمة الصهاينة!! لتنظر إلى «مامري» لبنان، وستجد أن العديد من الأساطير ‏والإشاعات التي تم بثها عبر بعض المؤسسات الإعلامية اللبنانية، مصدرها هو مجرم الحرب ايفال ‏كارمون، والصهيوني دانيال بايبس، وأنا أدعو كل مواطن لبناني مهما كانت قناعاته ‏السياسية أن يدخل إلى موقع دانيال بايبس ويقرأ فيما قاله عن لبنان، وهل يقبل هذه ‏المهانة من هذا العنصر الصهيوني. الذي يريد كيانات عنصرية في لبنان وفي سورية، لأنه ‏يدرك أن استمرارية إسرائيل بالبقاء مربوطة بتحويل هذه المنطقة إلى كيانات عنصرية.‏

■ حاوره - كمال ذبيان :

الديار 27/10/2005

 

«قاسيون بتصرف»