ماذا يفعل لصوص العراق في أوقات الفراغ ؟ احذروا مؤتمر علاوي!

في الوقت الذي تتكشف فيه الحقائق كل يوم عن المتعاملين مع الأمريكيين، تقوم قوات الاحتلال الأمريكية والقوى المتعاملة معها بتبييض صور شخصيات أخرى منها لم تقم باستعماله من قبل وأخرى استخدمته واكتشفت أنه الاقدر على تنفيذ مخططاتها في العراق. وقد ساعدتهم إضافة طبيعة تكويناتهم وخلفياتهم الفكرية وسجلاتهم السوداء وفي مقدمتهم كبيراً العملاء إياد علاوي وأحمد الجلبي .

إنّ الملاحظ على هذين الاثنين أنّهما قلما يظهران إلى السطح مؤخراً خصوصاً أحمد الجلبي، والسبب أنّه في قمة انشغاله لأنّه أؤتمن على أموال العراق لذا لا يسمع لـه صوت وهو منشغل بترتيب حصص أسياده في أمريكا بطريقة لا تترك وراءها أيّة آثار أو بصمات في المستقبل.

أمّا إياد علاوي فرغم أنّه أيضاً لم يقصّر. فإنّ الحاجة لخدماته لازالت قائمة من قبل الإدارة الأمريكية لأنّ الدور المطلوب منه في المرحلة القادمة يمكن أن يكون كبيراً؟! فالوضع في العراق بسبب جرائم الاحتلال وعملائه أصبح من القذارة ما لم يعد بمقدور الإدارة الأمريكية وصبيانها منع انتشار روائحها المقززة للأنوف، ولذلك فإنّ أفضل من يغلق فوهتها في المرحلة القريبة القادمة هو إياد علاوي .

ومن هنا وجد المتابعون أنّ علاوي تحرّك طيلة الفترة الماضية التي أعقبت تشكيل الحكومة بصمت (داخل العراق) وببريق واهتمام إعلامي في الخارج حيث استقبل إياد علاوي من مسؤولين كبار في الولايات المتّحدة وبريطانيا ودول أوربية وإسلامية وعربية وكأنه ما يزال رئيساً للحكومة العميلة في العراق، وهذا يدلّل بشكل كبير على أنّ كلّ هذه الدول الحليفة لأمريكا تعلم أنّ هذا الرجل هو رجل أمريكا الذي ما يزال الرهان قائماً عليه وإنّ فرصة قبوله في المرحلة القادمة من بعض الأوساط العراقية ستكون أكبر بعد أن ثكلت أحلام العراقيين بما حدث ويحدث لهم على يد الحكومة الحالية.

وهنا أصبح أولئك الذين شاركوا (بالانتفاضة البنفسجية) التي ضحك فيها المحتل على العراقيين في مسرحية الانتخابات الممسوخة يرون في إياد علاوي أفضل السيئين بعد ما عاشوه من أوضاع مربكة وأجواء صعبة من انفلات كلّ شيء وغياب كلّ شيء إلاّ الموت الزؤام والاعتقالات اللتين كانتا الصفتين الملازمتين للحكومة العميلة ..

السابق أسوأ من اللاحق

يقوم إياد علاوي باستغلال علاقاته بأعداد من المتخاذلين وضعاف النفوس والجبناء وعبدة المناصب والمال وكذلك بعض المتنفذين من الذين يبيعون أنفسهم مقابل ثمن بخس يدفعه لهم الأمريكان، وقد شهدت الفترة القريبة الماضية حملة توزيع أموال من قوت الشعب العراقي وثرواته على عدد من هؤلاء الشيوخ على أنّها مكرمة من إياد علاوي وهؤلاء أنفسهم طالما كانوا يتلقون هبات من هذا النوع طوال العقود التي مضت، سواء من المحتل الإنكليزي أو من الأنظمة اللاحقة، ليتواؤا معه تاركين وطنهم ليذبح كل مرة بأيد مختلفة.

إنّ إياد علاوي يمهد هذه الأيام لعقد مؤتمر يطلق عليه (المؤتمر الوطني)، ويأتي هذا المؤتمر لتمرير مؤامرة الدستور الأسود وإعطاء المشروع الأمريكي حقنة مقوية .

 

ومن هنا نستطيع ربط التحضير لهذا المؤتمر مع عمليات التصفية التي قامت وتقوم بها القوات الأمريكية أنها ليست إلاّ في سبيل استرجاع بعض من بدأت ضمائرهم تصحو لا سيّما الذين أعلنوا مواقف ضدّ مؤامرة الدستور وقرروا العمل لإسقاطه ولذلك مطلوب من العميل علاوي أن يعيد هؤلاء إلى خانة الاحتلال أو على أقلّ تقدير منعهم عما قرروا (إعلامياً)القيام بـه لإفشال التصويت على الدستور.