وتستمر جرائم الخطّائين
مرة اخرى يرتكب الخطاؤون خطأ فادحاً، وفي هذه المرة دفعت الثمن نيوأورليانز، وفي المرة القادمة قد تكون مدينتكم وعليكم بالحذر الشديد.. فهؤلاء الخطاؤون الماكرون قتلة ومصممون على تدمير أسلوب حياة الأمريكيين، ويشكلون اكبر تهديد لبقاء أمتنا.
ولا تقدموا للخطائين عوناً أو مساعدة، ولا تصدقوا أكاذيبهم وأعذارهم.
وينبغي عليكم ألا تصوتوا لهم بأي حال من الأحوال.
وجورج دبليو بوش خطاء يحترف ارتكاب الأخطاء، ونائبه ديك تشيني وكارل روف أيضاً خطاءان يحترفان ارتكاب الأخطاء.
لقد ألقيت على إرهابيين دوليين مسؤولية تدمير مركز التجارة العالمي الذي لقي فيه أكثر من ألفي شخص مصرعهم، ولكن الخطائين هم الذين تجاهلوا التحذيرات من هجوم وشيك، وهم الذين أخفقوا في حماية الآلاف داخل البرجين وسمحوا لأسامة بن لادن بالإفلات على الرغم من شن حربين وإنفاق مليارات الدولارات لملاحقة «العقل المدبر» لهجمات 11 أيلول.
وبسبب خاصية ارتكاب الأخطاء، لقي عدد من الناس يعادل عشرة أضعاف عدد ضحايا برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك مصرعهم في نيو اورليانز.
ومرة أخرى، تجاهل الخطاؤون تحذيرات جادة كان يمكن أن تمنع وقوع الكارثة وفشلوا في أن يحموا المواطنين وعجزوا عن أداء المهام المطلوبة بعد حدوث الكارثة.
ولا يوجد الآن أحد يتحدث عن «العقل المدبر».
فكيف تأتّى لهذه الإدارة التصرف على هذا النحو الأخرق؟ وهل يمكن تخيل نيو اورليانز وقد تعرضت لهجوم إرهابي؟ لقد كان الأمر أشد سوءاً إذ إنها دُمرت نتيجة خطأ!
وقد عجز محترفو ارتكاب الأخطاء على الرغم من الموارد الهائلة المتوافرة لهم، عن تزويد مواطنيهم باحتياجاتهم الأساسية من الطعام والماء والرعاية الصحية.
وهؤلاء الخطاؤون هم الذين أرسلوا آلاف الشباب الأمريكيين إلى العراق من دون تزويدهم بالأسلحة الملائمة ليخوضوا حرباً كان يفترض ان تستغرق أسابيع قليلة. ولا يزال الخطاؤون يفتقرون لخطة خروج.
وبفضل الخطائين، أصبح العراق الذي لقي فيه عشرات الآلاف من الأبرياء مصرعهم ملاذاً للمتطرفين الآن.
والخطاؤون موجودون في كل مكان، ويجب على المرء أن يكون حذراً للغاية، ويبدو عليهم أنهم أناس عاديون وملتزمون بالقوانين ومواطنون أمريكيون متمسكون بوطنيتهم.
وكم هو سهل أن ينخدع المرء، فجون كيري خطاء.
وماذا عن جو بايدن، وجون ماكين وهيلاري كلينتون؟ إنهم جميعا خطاؤون.
ولقد تسلل الخطاؤون إلى وسائل الإعلام وتحكّموا في ما يقرأه الناس في الصحف ويشاهدونه على شاشات التلفزيون. وهل يذكر الناس انتخابات العام الماضي وما صاحبها من أعطال تعرضت لها ماكينات التصويت الالكترونية فضاعت أصوات ناخبين في حالات وتم تسجيل أصوات أكثر من عدد الناخبين في حالات أخرى؟ لا بأس يا قوم، وليس هناك ما يريب هنا. لقد كان الأمر خطا ليس إلا.
وتتحدثون عن نيو اورليانز؟ لم يكن بالإمكان تجنب ما حدث. كان هناك خطأ ليس إلا.
وبرجا مركز التجارة، والبنتاجون؟ لم يكن الخطأ خطأنا.. آلية ارتكاب الأخطاء تعمل.
وأما عن ضخ مياه الفيضانات الآسنة والسامة في بحيرة بونتشارترين، فلا يساورنكم أي قلق.
إنه خطأ والطبيعة ستتكفل بتصحيحه.
وسيأتي الخطاؤون في أي يوم من الأيام إلى نيواورليانز ظافرين ويتجاهلون دورهم الإجرامي في الموت والدمار اللذين حلا بالمدينة.
وستشيد الصحف بنجاح الخطائين وسترتفع لافتة ضخمة تخليداً للمناسبة وستحمل كلمتين هما «المهمة أنجزت».
■ بلير بوبييه
مدير سابق للإعلام في حزب الخضر
خلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2004