تلعفر: مجازر أمريكية جديدة.. وكارثة إنسانية متعاظمة

وعلى الرغم من أن المقاومين تبخروا وفقاً لمصادر مرتبطة بقوات الاحتلال الأمريكي فإن هذه القوات لم تتوقف عن هدم وتخريب المنازل لتتقم من الشعب..

فرق طبية تمنع من الدخول

ووفقاً لمصادر طبية مطلعة قامت بتفقد المخيمات المؤقتة التي أُقيمت خارج البلدة، فإن النازحين أخبروا بوجود دبابات وصواريخ وقنابل في أنحاء شتى من البلدة مضيفين أن كثيرين لقوا حتفهم وأن بعضهم دُفنوا تحت أنقاض منازلهم. وأضاف طبيب أن الفرق الطبية ممنوعة من دخول تلعفر. وأشار ناطق عسكري من جيش الاحتلال إلى صعوبة إجلاء السكان من المناطق التي يسيطر عليها المسلحون. وكان وزير الدفاع العراقي سعدون الدُليمي قد قال إن أكثر من مائة وواحد وأربعين مسلحا قُتلوا وإن مائة وسبعة وتسعين وقعوا في الأسر في بلدة تلَّعفر خلال الأيام الأولى للهجوم، وتوعد بشن هجمات مماثلة على معاقل المسلحين في مناطق أخرى. هذا ولم تتوقف هجمات جيش الاحتلال على المناطق المحيطة بتلعفر حتى إغلاق تحرير هذا العدد.

والفرق الصحفية أيضاً

وفي الوقت الذي تواجه فيه الفرق الطبية وفرق الإغاثة صعوبات في التعامل مع الوضع فإن الصحافة والإعلام تواجه أوضاعاً أصعب.. فقد أعلن متحدث باسم نقابة الصحفيين العراقيين في تصريح صحفي أن قوات الاحتلال والجيش العراقي الموالي للاحتلال اضطهدت الصحفيين العراقيين ومنعتهم من الدخول إلى مدينة 'تلعفر' لتغطية مجريات المعارك هناك. ونقل مراسل إحدى الأقنية العربية عن المتحدث باسم النقابة قوله: إن أكثر من 17 صحفيًّا تم احتجازهم داخل ثكنة أمريكية لمحاولتهم دخول المدينة دون علم قوات الاحتلال، وحملهم كاميرات تصوير فيديو وفوتوغرافية.

وأضاف أن القوات الأمريكية قامت بتلك الخطوة للتغطية والتعتيم على ما يجري في 'تلعفر' من خسائر فادحة على أيدي عناصر المقاومة ولتغطية جرائمهم ضد الشعب العراقي هناك.

وأشار المتحدث إلى أن في المدينة الآن ثلاثة صحفيين فقط يعملون في الخفاء وأنه في حال ظفرت بهم قوات الاحتلال فسيكون مصيرهم مثل مصير الـ17 صحفيًا أو أبشع - على حد وصفه-.

وختم الناطق باسم النقابة بقوله: إن الصحفيين العراقيين يسعون إلى سحب وثيقة الشرف الصحفي من الصحفيين الذين يرافقون قوات الاحتلال وينقلون الأخبار بتحيز لصالحها مقابل حفنة دولارات على حد قوله.

كما لو أن المقاومين تبخروا..

على من يطلقون الرصاص ؟؟

كانت الحكومة العراقية قد قررت إغلاق المعابر على الحدود العراقية السورية.وتم فرض حظر للتجول في المنطقة.

وفي الوقت الذي يتابع فيه المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري الدفاع عن العملية العسكرية في تلعفر قائلا إنها تقررت بناء على مطالب سكان البلدة لمساعدتهم في مواجهة المسلحين، تستمر المجازر التي لا يسلم منها المدنيون.

وبصفاقة ودون أن تعير الحكومة المتواطئة مع جيش الاحتلال أذناً لما يجري في هذه المدينة أعلن وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي إن القوات الحكومية مستعدة لضرب المقاومة في أربع مدن أخرى بشمال غرب البلاد. وقد انتشرت القوات الأمريكية والعراقية في شوارع تلعفر، حيث اقتحمت الجدران بالمدرعات وخاضت معارك بالاسلحة النارية.

لكن ضد من تخوض قوات الاحتلال معركتها وهو السؤال الأهم الذي طرحه العديد من المواطنين النازحين من المدينة؟

فوفقاً للعديد من الروايات فإن المقاومين -وهم ليسوا بالحجم الذي تتحدث عنه قوات الاحتلال – قد رحلوا عن المدينة وفقاً للتكتيك المتبع منذ بداية عمليات المقاومة معتمدين الحركة الدائمة ووسائل اتصال متطورة.. فمن يحارب الأمريكيون..؟

لقد تحولت الحرب الأمريكية ضد المقاومة إلى حرب قهر ضد الشعب العراقي ككل فكله مستهدف، وأي شخص آوى مقاوماً هو هدف متحرك لذا فالهدف هو الانتقام من المدينة والشعب وليس الهدف المقاومين

الأسباب الخفية لحملة تلعفر

أما السؤال الأهم فلماذا هذه الحملة الشعواء في هذا الوقت.. ويأتي الجواب من قلب المدينة من بعض المراسلين المختبئين في الداخل فقد نشر موقع على الانترنت عن شهود عيان أن قوات الاحتلال جابت مناطق حي سعد وحي السوق وحي المعلمين ومناطق أخرى مجاورة لتلك الأحياء، وذلك بحثًا عن مختطفين هامين قامت المقاومة بأسرهم أضف إليهم أربعة من جنود المارينز في الأيام الأولى للحملة.

وأضاف شهود العيان أن مترجمين يعملون مع قوات الاحتلال الأمريكية قاموا بإذاعة بيان يطلب من أهالي تلعفر المساعدة فيما إذا توفرت لديهم معلومات عن مصير المختطفين.

 

وتتخوف القوات الأمريكية من أن يكون الجنود الأربعة قد وقعوا أسرى في أيدي ما تبقى من المقاومة العراقية التي لا تزال تقاتل بشراسة في عدد من مناطق تلعفر للتغطية على الانسحاب الذي تقوم به المقاومة إلى مواقع أخرى.