عشرات آلاف اللبنانيين يتظاهرون ضد سياسة الحكومة

شهدت شوارع بيروت  يوم الأربعاء العاشر من أيار 2006 تظاهر عشرات آلاف اللبنانيين من قوى مختلفة، احتجاجا على مشروع الإصلاحات الاقتصادية المجحف الذي تقدمت به الحكومة. هذه المظاهرة الحاشدة التي شارك فيها نحو أربعين ألف متظاهر، كانت قد دعت إليها هيئة التنسيق النقابية التي تضم روابط الأساتذة والمعلمين والموظفين والمتقاعدين في القطاع العام اللبناني.

وحمل المتظاهرون الذين عبروا عدة شوارع في بيروت وكانوا غاية في الانضباط، أعلام لبنان ورايات حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، وراحوا يهتفون ضد الحكومة وسياساتها ورئيسها فؤاد السنيورة مطالبين إياه بتقديم الاستقالة الفورية.

هذه التظاهرة وصفها بعض  السياسيين والإعلاميين بأنها اختبار للقوة بين الغالبية النيابية المدعومة إمبريالياً والغالبية الشعبية الرافضة لكل أشكال الوصاية، لكنها في الحقيقة ليست سوى انعكاس لمدى التدهور الكبير الحاصل في لبنان على المستويات كافة، وخاصة في المجالين الاجتماعي والاقتصادي، حيث أخذت مظاهر الفقر والبطالة والتوتر الاجتماعي تطغى على جميع المشاكل والأزمات الأخرى، خصوصاً بعد أن هدأت موجات الانفعال بعد مقتل الحريري.

وقد قامت قوى وشخصيات مختلفة بمحاولات كثيرة قبيل المظاهرة لإعاقتها، لكن إصرار فريق واسع من النقابيين على وضع الحكومة أمام المستحقات الأساسية التي ما تزال تتهرب منها منذ وصولها للسلطة، جعل هذه المحاولات تبوء بالفشل، الأمر الذي سيساعد، إلى حد كبير في إحداث فرز وطني حقيقي، يبتعد عن الاصطفافات الوهمية، ويؤسس لتحالفات وطنية جديدة أساسها مصلحة لبنان الوطن والشعب والهوية.