دانييا سترادا دانييا سترادا

شلل المؤسسات الإقليمية في أمريكا الوسطى: انقلاب هندوراس ينسف جهود التكامل الإقليمي

 أعرب المحللون السياسيون في أمريكا الوسطى عن مخاوفهم من أن يكون انقلاب هندوراس قد نسف جهود التكامل الإقليمي، كما يستدل عليه من صمت المؤسسات الإقليمية المحكم تجاه الأحداث التي أطاحت برئيس هندوراس، وقرار حكومة بنما اليمينية الجديدة الانسحاب من التجمع البرلماني الإقليمي.

 فقد لاذت أهم المؤسسات التي يرتكز عليها مشروع التكامل الإقليمي في أمريكا الوسطى، بالصمت التام منذ انقلاب 28 يونيو الماضي، حين اختطفت القوات المسلحة الرئيس الشرعي مانويل زيلايا من غرفة نومه، ونقلته على متن طائرة إلى كوستاريكا المجاورة.

هذا المؤسسات هي برلمان أمريكا الوسطى، محكمة العدل لأمريكا الوسطى، ونظام التكامل في أمريكا الوسطى، وكلها صمتت على الانقلاب وتداعياته.

كما أصيب هذا الشلل المؤسسي بضربة قوية إضافية من خلال قرار الحكومة اليمينية الجديدة في بنما، الانسحاب من برلمان أمريكا الوسطى الذي يضم أيضاً برلمانيين من غواتيمالا، هندوراس، سلفادور، نيكاراغوا، جمهورية الدومينيكان.

أما كوستاريكا، إحدى دول إقليم أمريكا الوسطى، فلم تنضم إلى هذا البرلمان لاعتبارها إياه أداة غير مفيدة وعالية التكلفة، وإن كانت قد انضمت في المقابل لعضوية نظام التكامل في أمريكا الوسطى وغيره من المؤسسات الإقليمية.

أما عن قرار بنما بالانسحاب، فقد أعلنه رئيسها الجديد ريكاردو مارتينيللي الذي تسلم مهام منصبه في أول يوليو، قائلاً إن برلمان أمريكا الوسطى ما هو إلا «مغارة حصانات»، في إشارة إلى عضوية رؤساء سابقين متهمين بالفساد فيه، بغية التمتع بالحصانة البرلمانية.

وأتى مارتينيللي بهذه الأقوال على الرغم من قرار رفع الحصانة على نواب برلمان أمريكا الوسطى منذ عام 2004، وإخضاعهم لقوانين الدول التي ينتمون  إليها.

وقد ظهرت بوادر التكامل الإقليمي في أمريكا الوسطى مجدداً في عام 1991، إثر الاضطرابات التي هزت أرجاء المنطقة في الثمانينات، والتي قضت على السوق المشتركة لأمريكا الوسطى التي تأسست في الستينات وفشلت من جراء الأزمة الاقتصادية الحادة والحروب التي اشتعلت في المنطقة تباعاً.

ومع ذلك، فقد نجت من تلك الفترة المضطربة مؤسستان إقليميتان ذات وزن وسمعة، إلا وهما مصرف أمريكا الوسطى للتكامل الاقتصادي، ونظام التكامل الاقتصادي في أمريكا الوسطى، الذي صب محتواه في بوتقة نظام التكامل في أمريكا الوسطى.

وقد أثار تعدد المؤسسات الإقليمية بعض الانتقادات. فصرح رودولفو ثيرداس، من مركز البحوث والتدريب السياسي والإداري في كوستاريكا، أنه «منذ الستينات، هناك مجلس الدفاع لأمريكا الوسطى لا يكاد يعرف عنه أحد شيئاً».

وأفاد ثيرداس، مؤلف كتاب «مؤسسات التكامل في أمريكا الوسطى» أنه كان قد حصر منذ سنوات ما مجموعه «59 مؤسسة و14 أخرى غير ناشطة، وبالتأكيد فقد ارتفع هذا العدد الآن».

وشرح أن كل هذه الآليات تفتقر تماماً إلى الفعالية، حسب رأيه «فكان من الواجب بناؤها من أسفل إلى أعلى، على عكس ما فعلوه وهو إقامة مؤسسات مجردة من المحتوى... لقد مات التكامل السياسي» في الإقليم.

وقال إن «المشكلة الأساسية في أمريكا الوسطى هي أنها أتيحت لها فرص عديدة للتكامل منذ استقلالها (عن أسبانيا) في عام 1821، لكنها باءت بالفشل كلها».

وأعرب أرنولدو روبيو، المشرف على دراسات أوروبا والتكامل الإقليمي بجامعة كوستاريكا، عن رأي مماثل. وقال إن «التكامل في طريقه إلى الفشل»، وفي المقابل تلقت الأطراف دفعة قوية في الإقليم.

نشرة «آي بي إس»