20 ألف «خبير إسرائيلي» غادروا الكيان..  

بدأ تأثير الوضع الاقتصادي والصناعي السيئ جداً الذي يعاني منه كيان العدو الصهيوني في العقد الماضي بسبب المقاومة والانتفاضة والهزيمة في حرب تموز 2006 يظهر بشكل جلي، حيث لم يعد يوفر للكيان مستوطنين من المهاجرين الجدد، بل إنه تسبب على عكس ذلك بهجرة معاكسة كان معظم من نفذها هم العلماء والخبراء والاختصاصيون بالتكنولوجيا الحديثة المتطورة.

وكشف موتي بسوك في تحليل اقتصادي نشره في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية مؤخراً أن 20 ألفاً من «الإسرائيليين من أصحاب الخبرات والعلوم التكنولوجية الصناعية» يعملون الآن في أوطانهم السابقة التي يحملون جنسيتها في مجالات صناعية توفر لهم مداخيل مالية كبيرة. وتبين أن أهم الخبراء الذين كانت «إسرائيل» تعتمد عليهم لبناء قدرتها الاقتصادية وللتحول إلى ما يشبه الدول الثرية في اسكندنافيا أصبحت تعمل في أوروبا والولايات المتحدة وهذا ما اعترف به للملحق الاقتصادي الخاص بالصحيفة، حاييم روسو مدير عام شركة اليكترواويتيكا ونائب رئيس شركة «ألبيت» الإسرائيلية للهندسة التكنولوجية.. ويقول: «طلبت من الحكومة الإسرائيلية أن توفر كل وسيلة مغرية مالية وغير مالية من أجل استعادة 500 من أصحاب العقول التكنولوجية في السنوات الخمس المقبلة 2010-2014 بمعدل مئة في كل عام».

وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى الخسارة الفادحة التي شهدها الكيان مالياً وعلمياً جراء هجرة هذه «الأدمغة» إلى أوروبا بعد أن يئست من وجودها في «إسرائيل» إلى حد جعل حكومة أولمرت تشكل لجنة وزارية عليا في كانون الثاني 2009 بمبادرة مما يسمى برئيس المجلس القومي للأبحاث والتطوير، عوديد أبرامسكي، تفرعت عنها لجان في شؤون الصناعة والبحث الأكاديمي لاستعادة ما يمكن من أصحاب «الأدمغة» الإسرائيلية.

ورصدت حكومة الاحتلال مبلغ 1.5 مليار شيكل، أي ما يساوي 450 مليون دولار، لتحقيق هذه الغاية ورأت أن استثمار أي مبلغ مالي إضافي لنجاح هذا المشروع سيفيد لأن عودة نسبة من هذه «الأدمغة» سيزيد دخل الحكومة و«الناتج القومي للفرد سنوياً».

وكشفت صحيفة هآرتس أن الحكومة سمحت للجنة بإجراء عقود مع أي علماء من غير اليهود أو من غير الإسرائيليين بعد أن تبين أن الكثيرين من العلماء الإسرائيليين لا يفكرون بالعودة إلى «إسرائيل» في هذه الظروف. وبهذا الصدد يقول روسو: «إن عودة الأدمغة المناسبة لإسرائيل يجب ألا يكون الانتماء الصهيوني شرطاً فيها لأن توظيف علماء غير يهود سيحقق نمواً في الصناعة وفي تطوير بنية تكنولوجية حديثة لليهود في إسرائيل..».

وتشير الأرقام «الإسرائيلية» إلى أن نسبة التصدير الصناعي الإسرائيلي بلغت 31 % في الآونة الأخيرة من مجمل الصادرات و«شكلت 17 % من الناتج المحلي».

وكشف روسو أن هجرة اليهود الروس أو الروس بشكل خاص إلى إسرائيل في التسعينيات شكلت رافعة أزالت مشكلات كثيرة عانت منها إسرائيل قبل هجرتهم. وقال: إن هناك 15 ألفاً من الإسرائيليين الذين غادروا إسرائيل ضمن الهجرة المعاكسة يعملون في الصناعة الأمريكية.

 

 «دي برس»