ماذا وراء الأكمة؟ أوباما: الحرب في أفغانستان قد تطول..!
مستلهماً إرث وحتى لغة ومنطق سلفه جورج دبليو بوش قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الحرب في أفغانستان تستحق خوضها، محذراً من أن تحقيق الانتصار لن يكون سهلاً وقد يأخذ وقتاً أطول، في حين تشير بعض التوقعات أن وراء الأكمة ما وراءها ليس فقط لجهة تصاعد الخسائر الأطلسية الأمريكية من جراء ارتفاع حدة الهجمات المضادة لطالبان وصولاً إلى حصارها كابول، بل لجهة احتمال بروز ميل ومصلحة أمريكية في «إعادة تنصيب» طالبان في أفغانستان، من أجل تثبيت هذا الوضع قاعدة انطلاق جديدة لزعزعة استقرار كل البلدان في المنطقة المحيطة!
وأضاف أوباما في خطاب أمام المحاربين القدامى في مدينة فينكس أن ما يجري في أفغانستان لم يحدث بين عشية وضحاها، و«هذه الحرب لم نخترها وإنما كانت حرباً ضرورية».
وتابع أن الذين هاجموا الولايات المتحدة في 11 أيلول 2001 يخططون للقيام بذلك من جديد إذا تركوا من غير مراقبة، «فالقاعدة إذا تركت سوف تشعر بالأمان وسوق تخطط لقتل المزيد من الأمريكيين».
وتحدث أوباما عن أن هناك أسباباً تدعو إلى الاعتقاد بأن إستراتيجيته إزاء أفغانستان التي كشف عنها في وقت سابق تحقق نجاحاً، قائلاً إن الولايات المتحدة يجب أن تبقى ملتزمة بإشاعة الاستقرار في هذا البلد الذي تمزقه الحرب.
وجاء حديث الرئيس الأمريكي عشية توجه الأفغان للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة التي توعدت حركة طالبان بتعطيلها، حيث يرى البعض أن هجمات طالبان قد تنجح في ثني العديد عن الإدلاء بأصواتهم مما قد «يقوض مصداقية أي نتائج يتمخض عنها هذا الاقتراع». في سياق متصل كتب المحلل الأمريكي جيمس غوغان في مقال أوردته شبكة أوروك أن أوباما أصبح أمام مرحلة جديدة لإصدار أمر آخر باتجاه تصعيد عال لمستوى الحرب في أفغانستان، وذلك وسط تحذيرات بوجوب دحر تمرد طالبان خلال فترة 12-18 شهراً المقبلة لتفادي خطر هزيمة مهينة للولايات المتحدة.
وتحت عنوان «البنتاغون لـ أوباما: ابعث بمزيد من القوات أو اخسر الحرب» قال الكاتب إن الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأمريكية وقوات الناتو في أفغانستان يواصل استخدام وسائل الإعلام الأمريكية لتكييف الرأي العام الأمريكي لتقبل إرسال المزيد من القوات، وتخصيص المزيد من الأموال لدعم الاحتلال.
وأعلن ماكريستال في مقابلة صحفية أن الصراع بلغ «مرحلة حرجة وحاسمة (..) وأن طالبان صارت عدواً مرهقاً حالياً»، وأن لدى قوات الاحتلال، في الواقع، 12 شهراً لإيقاف «زخمها وامتلاكها زمام المبادرة»!
ومع أن ماكريستال لم يفصح عن خطته، إلا أن مسؤولين لم يذكروا أسماءهم، ممن شاركوا جزئياً في مراجعة الخطة، قدّموا تفصيلات لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، بما قد يشكل مقترحاً يشمل:
• مضاعفة تمويل زيادة حجم الجيش الأفغاني من 135 ألفاً إلى 240 ألفاً، والشرطة من 82 ألفاً إلى 160 ألفاً.
• على المدى الطويل، نشر ما يصل إلى عشرة آلاف من القوات الأمريكية الإضافية للعمل كـ«مدربين» ومشرفين لتوسيع القوات الأفغانية.
• على المدى القصير، نشر ما بين لواءين وثمانية ألوية مقاتلة، وبما يتراوح بين 10-60 ألفاً من القوات، مع عناصر الدعم والخدمات اللوجستية، للمساعدة على تنسيق العمليات الحربية ضد المعاقل القوية لطالبان.
وبين المتطلبات العسكرية والمصالح الجيوسياسية، وبغض النظر عن الاسم الذي ستفرزه «صناديق الانتخابات الرئاسية» تحت الاحتلال والعمليات العسكرية الأمريكية الأطلسية، يبدو أن المرحلة المقبلة في أفغانستان ستشهد مجدداً دوراً بارزاً لواحد من أبرز مهندسي وصولها إلى ما هي إليه: زلماي خليل زاد..!