فنلندا والسويد.. رهائن أمريكية
مالك موصللي مالك موصللي

فنلندا والسويد.. رهائن أمريكية

انطلقت تدريبات مشتركة للقوات الجوية الفنلندية والسويدية، في وقتٍ تم فيه التوقيع على اتفاقية جديدة بين الولايات المتحدة، التي تحاول تعبئة القوى على الحدود الروسية، وفنلندا، في مجال التعاون العسكري.

 

بدأت تدريبات القوات الجوية الفنلندية مطلع الأسبوع الماضي. وتشارك فيها 50 طائرة، و2600 عنصر، كما تشارك 30 مقاتلة متعددة المهام، و15 طائرة تدريب مروحية وطائرات نقل. 

وبالإضافة إلى ذلك، تشارك من الجانب السويدي، ستة مقاتلات من طراز غريبن، وطائرات وسفن نقل. وقبل ذلك، في شهر أيلول الماضي، شاركت الطائرات الفنلندية في مناورات عسكرية في السويد، لعبت فيها دور عدو مفترض. وستستخدم اثنتين من القواعد الجوية الرئيسية في فنلندا للقيام بالمناورات: تيكاكوسكس وروفانيمي. 

كما ستشارك أيضاً مطارات أولونسالو، كايآني، كوسامو وكوكولا-وبيتراساري. ومن جانب السويد، ستعمل قاعدة كالاكس الجوية على بحر البلطيق. وهي أكبر مناورات عسكرية تكتيكية لفنلندا في العام 2016

اتفاقية جديدة بين الولايات المتحدة وفنلندا

يوم الجمعة الفائت، وقع في هلسنكي اتفاق جديد بين وزير الدفاع الفنلندي، يوسي نيهيستو، الذي يمثل حزب «الفنلنديين الحقيقيين»، ونائب وزير الدفاع الأمريكي، روبرت ارك. وذكر بيان النوايا أن فنلندا أساس الأمن في منطقة بحر البلطيق وشمال أوروبا، وبالتالي، فإن الولايات المتحدة ستساعد في مجال الدفاع والبحوث والتعليم والتدريب، فضلاً عن تنفيذ العمليات الدولية. 

من جانبها، توفر فنلندا مجموعة متنوعة من المعلومات لواشنطن. ومن المتوقع أن الولايات المتحدة ستحاول في المستقبل القريب زيادة منطقة نفوذها، وستشرع فنلندا في تنفيذ برامج مختلفة في الاتجاه المعادي لروسيا.

المعهد الفنلندي للشؤون الدولية، ومعهد الكسندر، يشكلان حالياً المكان الرئيسي للدعاية المناهضة لروسيا، وهما مركزا بحوث في هلسنكي. وهناك تنشر دراسات وتعقد حلقات دراسية منتظمة، تتحدث عن «الطبيعة العدوانية لروسيا»، و«الحرب الهجينة»، و«غازبروم كسلاح»، و«الاتصالات الاستراتيجية لموسكو».. إلخ. وهناك أيضاً، تجري الدعوة لضم فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي.

روسيا وفنلندا

لدى فنلندا- العضو في الاتحاد الأوروبي- أطول حدود مع روسيا. وبالإضافة إلى ذلك، خطوط الإنترنت الرئيسية في أوروبا تمر أيضاً عبر فنلندا. هذا البلد لديه وضع «محايد»، لكن واشنطن والتابعين لها في أوروبا يحاولون إغراء فنلندا (والسويد) بالانضمام لمنظمة حلف شمال الأطلسي. 

في العام الماضي، وقع الفنلنديون اتفاقاً مع منظمة حلف شمال الأطلسي، ينص على تقديم ليس الأراضي فقط، ولكن أيضاً اللوجستيات للوحدات العسكرية لحلف شمال الأطلسي، لتكون هذه المعاهدة موجهة بشكل واضح ضد روسيا.

وفي الوقت نفسه، لدى فنلندا اتفاق مع روسيا بشأن الصداقة وحسن الجوار. لكن يبدو أن الحكومة الحالية في البلد تتناسى التزاماتها، وتفضل الدسيسة مع حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة، وهو ما يشكل انتهاكاً صارخاً لرغبة شعبها الذي لا يزال يتمسك بأوطد العلاقات مع المحيط الحيوي لبلاده.