فرق الموت الأمريكية وتواطؤ الإعلام..
كلما طالت الحرب على العراق, كلما أضحت لغة إدارة جورج بوش و حلفائها أكثر أورويليّة ( نسبة" للكاتب الانجليزي جورج أورويل, صاحب كتاب "مملكة الحيوان" ) و ازدادت طرقها بشاعة و شؤما". إذ بينما يصوّر الرئيس بوش وأعضاء حكومته العراقيين المقاومين للغزو الذي تقوده أمريكا بأنهم (إرهابيون) و( فرق موت)، تكثر أعمال وكالة الاستخبارات الأمريكية وفرق الموت الخاصّة في العراق, بهدف إقصاء القادة العراقيين والمناوئين الآخرين للغزو الأمريكي.
و نسبة" لمفردات البيت الأبيض والبنتاعون فإنّ آلاف المدنيين العراقيين الذين يقاومون القوات المحتلّة – سواء كانوا أناسا" عاديين, ميليشيات أو جنودا"- هم (مجرمو حرب) لكن فرق الموت الأمريكية المتخفية وعناصر أخرى من القوات الأمريكية يتجولون في أنحاء العراق بالملابس المدنيّة يرهبون العامة, يسمون (أبطال) الديمقراطية والتحرير.
كل ذلك وتعتّم وسائل الإعلام الغربية على القتلة الأمريكان بشكل واسع، فقد ذكر تقرير واحد الأسبوع الماضي من "البريد الوطني الكندي" وبشكل مختصر وجود فرق عمليّات خاصّة بملابس مدنيّة بينما وصلت قوات المارينز الأمريكية جنوب بغداد. فقد لوحظ " ظهور قوات خاصّة بأعداد ضخمة بأزيائهم الحربية وهي قبعة بيسبول ,سراويل جينز, نظارات شمسية غالية الثمن, وأسلحة تم تعديلها خصيصا"لهم".
هناك فرق أساسي بين العراقيين الذين يدافعون عن وطنهم ووحدات العمليّات الخاصّة الأمريكية والبريطانيّة والأستراليّة التي تعمل بسريّة، ويكون أفرادها متنكرين بثياب مدنيّة في الغالب. بينما يهدف العراقيون, بشكل مشروع, شخصيّات التحالف (الاحتلال), بنصب كمائن, إطلاق نيران والقيام بتفجيرات.
تردي طلائع الفرق الأمريكيّة - وبشكل غير قانوني – المدنيين والمسؤولين الحكوميين, ويقومون بتخريب المنشآت المدنيّة وتسليح قطّاع طرق محليين لتصفية المقاومين, هازئين بذلك من قوانين الحرب الدوليّة.
وبمواجهة تزايد المقاومة المقاومة الشعبيّة، تتصاعد عمليّات "الحرب غير المألوفة" والتي كانت موجودة في الواقع منذ أشهر. إذ قبل أن يعلن الرئيس بوش الحرب رسميّا"على العراق كانت القوات الخاصّة وقوات البحريّة الأمريكية موجودة في بغداد وفي كل أنحاء العراق لتحديد مكان صدام حسين وتصفيته وآخرين من القياديين العراقيين، كما وكانت القوات الخاصّة الأستراليّة والبريطانيّة فاعلة حينها في غرب وشمال العراق.
سرعان ما ستصبح هذه الخطة المستخدمة في العراق ذائعة الصيت. تماماً كدعم الاستخبارات الأمريكيّة الوحشي للشاه في إيران 1953, ونظام القتل (عمليّات طائر الفينيق) في فييتنام, وإسقاط حكومة الليتدي عام 1973 في تشيلي. وبهذا نكون قد عدّدنا القليل فقط من جرائم الامبرياليّة الأمريكية.