كوبا: الصمود والتحدي والمنجزات2-2
تواصل قاسيون نشر الدراسة التي أعدها الدكتور نجم الدليمي حول منجزات الثورة الكوبية وانعكاساتها المستمرة على الشعب الكوبي. وجاء في القسم الأول من هذه الدراسة الأرقام التي توثق المنجزات الاقتصادية الاجتماعية المحققة في جزيرة الحرية رغم الحصار الأمريكي الجائر المفروض عليها منذ أكثر من أربعة عقود ونصف إلى الآن.
ثالثاً ـ من يساعد من؟
شن ويشن الإعلام البرجوازي في دول الاتحاد الأوربي حملة إعلامية مضللة وغير موضوعية على أنه يقدم «مساعدات إنسانية»!! إلى كوبا ودون «شروط»، فعلى سبيل المثال في عام 2000 قدمت دول الاتحاد الأوربي «مساعدات» قيمتها (3.6) مليون دولار وفي عام 2001 (8.5) مليون دولار وفي عام 2002 (0.6) مليون دولار، بالمقابل قدرت الخسائر المادية التي تكبدها الشعب الكوبي في 3 أعاصير كارثية بـ(2.5) مليار دولار، وفي الوقت نفسه انخفض سعر السكر عالمياً وتقلص عدد السياح إلى كوبا بسبب أحداث أيلول عام 2001، وبسبب الحصار الاقتصادي والذي يشكل إرهاباً دولياً على الشعب الكوبي ولمدة 44 سنة تحملت كوبا خسائر مادية قدرت بـ(72) مليار دولار، فبالرغم من الكوارث الطبيعية والإرهاب الاقتصادي والحرب الإعلامية السوداء فإن كوبا الاشتراكية صامدة ويتطور اقتصادها ومجتمعها نحو الأفضل.
وكما يلاحظ استوردت كوبا خلال 5 سنوات الأخيرة من دول الاتحاد الأوربي بقيمة (7.2) مليار دولار أي بالمتوسط السنوي (1.4) مليار دولار، في حين استوردت دول الاتحاد الأوربي ولنفس الفترة من كوبا ما قيمته (571) مليون دولار، أي بالمتوسط (117.2) مليون دولار، ويمكن القول إن دول الاتحاد الأوربي تقدم «مساعدات» إلى كوبا بمقدار مليون دولار، مقابل ذلك تحصل على 27 مليون بيزا (العملة الوطنية لكوبا) فأين مبدأ العدالة والتكافؤ الاقتصادي بين الدول؟!.
رابعاً: مساعدات الاشتراكية ـ نزيهة وغير مشروطة:
خلال 40 سنة، بلغ عدد الطلبة الأجانب الذين تخرجوا من الجامعات والمعاهد الكوبية بـ(40) ألف طالب وطالبة وهؤلاء يمثلون أكثر من (100) بلد من بلدان أسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وبالمجان، ومنهم (30) ألف طالب وطالبة من البلدان الأفريقية الفقيرة وإن جميع الخريجين ملزمون بالعودة إلى بلدانهم عكس ما يحدث في الغرب الإمبريالي.
(إن الاتحاد السوفييتي وخلال الفترة من 1960 حتى عام 1990، كان يقبل سنوياً 100 ألف طالب وطالبة وبالمجان...).
تشير الدراسات العلمية إلى أن الكلفة الإجمالية للتحصيل العلمي العالي (الجامعة) تتراوح ما بين 75 إلى 100 ألف دولار وبهذا فإن دعم وإسناد الاشتراكية في كوبا اليوم واضح ومعروف وبالرغم من أن كوبا ليس بلداً غنياً، ولكن من الواضح أن الغرب الإمبريالي لا يمكن أن يقدم أي دعم مادي أو غيره دون شروط سياسية، اقتصادية وغيرها للبلدان النامية لأن ذلك يتعارض وفلسفة النظام السياسي والاقتصادي، الاجتماعي القائم، وإن العداء للشعب الكوبي ونظامه العادل يحمل طابعاً إيديولوجياً بالدرجة الأولى وإن الهدف الرئيسي من ذلك هو العمل على تقويض الاشتراكية في كوبا بدليل تعرض الرئيس الكوبي فيديل كاسترو إلى أكثر من 637 محاولة اغتيال وجميعها باءت بالفشل الذريع...؟! هذا تم ويتم في ظل ما يسمى بالعولمة المتوحشة!!
إن صمود وتحدي كوبا الاشتراكية يعود بالدرجة الأولى إلى صمود الشعب الكوبي وخياره المشروع للنظام الاقتصادي ـ الاجتماعي العادل ووجود قيادة ثورية حقيقية مؤمنة قولاً وفعلاً بالاشتراكية العلمية على أنها الخيار الحاسم والأفضل والسليم والحتمي للمجتمع الكوبي ولمستقبل البشرية جمعاء.
وعن حق قال الرئيس الكوبي كاسترو «الوطن أو الموت» و«الاشتراكية أو الموت» هذا هو الصمود، وهذا هو التحدي من أجل الوطن والشعب والاشتراكية.