2000 «أحمد زكي» يعيدون تجسيد «البريء» واقعياً

يبدو أن الحكومة المصرية لا تستفيد من دروس التاريخ ولا تعتبر.. فقد نقل موقع موجة خبراً عن قيام 2000 جندي من قوات أمن محافظة الغربية بالدخول في إضراب عن الطعام اعتراضاً على سوء المعاملة التي يلقونها من قادتهم خاصة بعد وفاة زميلهم أمير حسن مصطفى -22 عاماً - الذي أطلق النار على نفسه احتجاجاً على سوءالمعاملة..

ويشير الخبر إلى أن واقعة مشابهة حدثت في المعسكر ذاته أدت إلى إصابة أحد المجندين إصابة خطيرة بعد محاولة انتحار فاشلة.. تذكرنا هذه الواقعة بأحداث الأمن المركزي عام 1986 عندما قام جنود هذا السلك بإضراب احتجاجي في عدد من المعسكرات ما دفع بالحكومة آنذاك إلى الاستعانة بالجيش وإعلان حظر التجول. ورغم أن الحكومة التي أقالت وزير الداخلية آنذاك اللواء أحمد رشدي أعلنت أسباباً غير حقيقية للأحداث إلا أن كل الدلائل والقرائن كانت تشير إلى أن الأسباب الرئيسية للأحداث إنما يرجع لسوء المعاملة التي يلقاها جنود الأمن المركزي بما فيها معاملتهم كالكلاب التي تطلق على أفراد الشعب لقمع أي تمرد أو احتجاج سياسي.. وهى الأحداث التي كان المخرج الراحل عاطف الطيب قد تنبأ بها في عمله السينمائي الرائع - البريء - وقام ببطولته الممثل الراحل احمد زكى في بداية الثمانينيات، ورغم أن الحكومة كانت قد حاولت استدراك هذا الخطأ ببعض الإجراءات الشكلية مثل تحسين معاملة أفراد وجنود الأمن المركزي وصرف وجبات غذائية لهم، إلا أنه يبدو ونظراً لطبيعة الدور الذي رسمته الحكومة للأمن المركزي كعصا ضاربة وقامعة للشعب قد أعادها مرة أخرى  للأسلوب المهين نفسه في التعامل مع الجنود بهدف إحكام السيطرة عليهم هذه المرة وصرفهم عن التفكير في طبيعة الدور الذي يقومون به.. ورجعت ريما لعادتها القديمة!