محمود عبد الكريم محمود عبد الكريم

«أن تكون ديمقراطياً»

* ... هذا زمان غريب عجيب.. انقلبت فيه المعايير واختلطت المفاهيم... حتى كان القابض على الحقيقة والحق كالقابض على الجمر.

* ... والعرب يضربون الأمثال فقالوا:

«كن في الفتنة كابن اللبون فلا ضرعاً فتحلب ولا ظهراً فتركب»

لكن العرب ـ كما يبدو ـ ينسون أمثالهم... وهم أمة الكلام والأمثال وسادة اللغة وسدنتها.. فيا لقومي.

* فأن تكون ديمقراطياً في هذا الزمان الرديء مثلاً:

ـ عليك أن تستفتح يومك بذكر فضائل «جورج بوش» قائد «الديمقراطية القاني»... القابض على راية الحرية... المرفرفة فوق جثث عشرات الآلاف القتلى في العراق وفلسطين وأفغانستان ولبنان والصومال... والحبل على الجرار.

* أن تنتهي من بعض فضائل الهمام الأمريكي لا بد لك أن تلعن القتلى الحمقى الذين يدافعون عن بلدانهم ـ فهم إرهابيون ... متعصبون... منكرون للمحرقة... لا ساميون... أعداء ألداء للحرية... مشوهون... والأفضل بل لا بد من قتلهم... والأمر بالقتل «أي السيد بوش» أعطى أمراً مفتوحاً بالقتل... وكوندي تحتفل بالفوضى... وهي بحالة سيولة فكرية ـ بعدما أدركها سن اليأس ـ ... من الشرق الأوسط الكبير... إلى الشرق الأوسط الجديد... إلى حلف المعتدلين العرب ضد المتطرفين... والاعتدال هنا لافت في أعضائه واستهدافاته... فمن السعودية ومشيخات الخليج... إلى مصر مبارك.... إلى أردن عبد الله الثاني... وفي القلب منهم «إسرائيل»... والمستهدف هم هؤلاء المتطرفون المتطاولون أعداء الديمقراطية: السوريون والإيرانيون والفلسطينيون... واللبنانيون المقاومون... وتفضلهم «كوندي» قتلى... فالمسرح العراقي امتلأ بالجثث والبروفة اللبنانية هدمت آلاف البيوت فوق الرؤوس البريئة... حتى صار لكل مجزرة قائمة: من قانا الأولى إلى الثانية... ومن نبطية الفوقا.. إلى مروحين ومارون الرأس وبنت جبيل والضاحية... إلى جامعة بيروت العربية... قتل لا ينتهي... بالبلطات... والبنادق والصواريخ... والقنابل الذكية والبالونات السامة... قتل لا ينتهي ولم يعد عدّ الضحايا مجدياً... ورغبة كوندي ألا يبقى ولايذر.

* ... أدرك بوش ووزيرته الباهرة أن أيسر طريق للديمقراطية في هذه المنطقة المظلومة من العالم... ـ إبادة أبنائها ـ والدور الآن على المتطرفين... أما المعتدلون... فأمرهم هين حينما ينتهي الجزار من الثور الأبيض.

أن تكون ديمقراطياً أمريكياً... في هذا الزمان الموحش... يعني «... أن تحتفل بالوحوش... أي أن تكون وحشاً...»

صباح الخير أيتها الديمقراطية.

آخر تعديل على الجمعة, 11 تشرين2/نوفمبر 2016 12:39