السجن «للجدعان»: شرطي مصري يرفض حراسة «السفارة»

محمد خلف حسن إبراهيم عريف مصري (أمين شرطة) رفض حراسة مقر السفارة «الإسرائيلية» في القاهرة، قالها وهو يعرف أنه سيحاكم محاكمة عسكرية ورضي، أُمِر فلم يطع، هدد فلم يخضع، عوقب فلم يخنع، ورفض الأمر، حادثة تُسجّل كل يوم لولا أن الأمر هذه المرة يخص سفارة الاحتلال، فكان تحويله وبشكل فوري لمجلس تأديبي، لأنه عملياً يوجه صفعة لنظام مبارك في زمن التطبيع ويبرز الوجه الحقيقي لمصر والقاع الشعبي المصري!

تعود أحداث هذه القصة إلى مدينة الإسكندرية، حيث كان يعمل محمد خلف موكلا بالعمل كحكمدار سجن المجمع الجديد بالإسكندرية، واكتشافه أثناء تأدية عمله لواقعة إهمال والإبلاغ عنها مما أدى إلى تحويل مجموعة من الضباط إلى التحقيق، مما اعتبروه إضرارا بهم وعملوا على الكيد له ونقله إلى مديرية أمن الجيزة ضمن قوة حراسة السفارة المذكورة.

منذ يوم 16 شباط الماضي قرر أمين الشرطة محمد خلف الدخول في الإضراب عن الطعام احتجاجا على نقله، وتم إحالته إلى المشفى تحت الحراسة، قبل أن يحال إلى التحقيق ويحبس احتياطياً 15 يوماً، ونقله لاحقاً إلى معسكر قوات الأمن المركزي على طريق مصر إسكندرية الصحراوي تحت الحراسة المشددة، حيث تم منع أي زيارة عنه والضغط عليه لإنهاء إضرابه عن الطعام.

وبتاريخ 25 شباط أصدرت المحكمة العسكرية بالجيزة حكمها بحبسه ستة أشهر، ثم وفي 28 شباط تم نقله إلى سجن القطا العسكري وهو في وضع صحي متدهور.

«عمو.. والنبي تقول لوزير الداخلية يسيب أبويا يرجع البلد ويمشي من السفارة دي»، كانت هذه الجملة التي أطلقها الطفل أسامة ابن محمد خلف لصحفي في جريدة الكرامة المصرية.

محمد خلف حسن إبراهيم، واحد من عشرات ملايين المصريين الذين كانوا وما زالوا يرفضون التطبيع مع الكيان الغاصب، رغم كل المحاولات اليائسة منذ كامب ديفيد 1979 وحتى يومنا هذا، هو نموذج للمواطن البسيط الرافض لوجود الغاصب على أرض الكنانة، لم يكن رفضه الأول ولن يكون الأخير. فمصر الولاّدة التي أنجبت سليمان خاطر قادرة على إنجاب الآلاف من محمد إبراهيم.

وعلى الرغم من حالة التعتيم الإعلامي الرسمي التي أحاطت بها تحولت هذه الحادثة إلى قضية رأي عام في مصر استقطبت تضامن الشرائح الشعبية والمثقفين والقوى السياسية والجمعيات الأهلية. والقصيدة التالية للشاعر مجيد البرغوثي هي مثال عما استحضره الموقف المبدئي الشجاع من جانب هذا الشرطي المصري من حمية وعزة في عقول عامة المصريين وأفئدتهم:

«أمين الشرطة الأمين»

عمّ محمد

شرطي أمين

واقف حارس .. حارس مين؟

مصر الحرة

مصر الثورة

مصر الناس المحترمين

لما الضابط أمره يرابط

علشان يحمي سفارة .. مين؟

قالو سفارة إسرائيل

عند الجيزة

جنب النيل

عم محمد رفض الأمر

أصله حالف ألف يمين

إنه حارس حارس مين

مصر الحرة

مصر الثورة

مصر الناس المحترمين

قام الضابط شاخط شايط

حبس محمد

ولما الناس بتشكي احوالها

تروح الشرطة

وعم محمد شرطي أمين

طيب يشكي يشكي لمين

ربك شايف

وهو العارف

وعم محمد ما هو خايف

صبّح صايم

صام وصلى مع المساجين

قوموا زيـه

وصوموا زيـه مع الصايمين

عم محمد

ينصر دينك

قولوا آمين

قولوا آمين

آخر تعديل على الجمعة, 11 تشرين2/نوفمبر 2016 13:11