حول استضافة السفير الصهيوني المجرم في مجلس الأعيان

في تصرف يحمل كل معاني الاستهتار بمشاعر الشعب الأردني الغاضبة على الكيان الصهيوني المجرم، وكما هي للأسف عادة كثير من مسؤولي هذا البلد الذين آخر ما يهمهم مشاعر شعبهم الأبي أقدم أحدهم على استضافة السفير الصهيوني المجرم في دارة مجلس الأمة، وعمل على تدنيس أروقة هذه السلطة التي تمثل سيادة الأردنيين جميعاً.

وكأن تصرف هذا الشخص يأتي بمثابة التكريم والاحتفاء بممثل هذا الكيان الإرهابي على الأرض الأردنية، وتحسين صورته الإرهابية، وصورة كيانه وفي هذا الوقت بالتحديد، حيث المجازر الصهيونية لم تجف آثارها بعد.

ولئن كانت الجرائم الصهيونية في حق أخواننا الفلسطينيين، وآخرها إطلاق الكلاب لتنهش جسد السيدة الفلسطينية التي ملأ صراخها الأثير العربي لا تحرك فينا بقية من نخوة أو حمية عربية أفلا نغار على كرامة بلدنا فنستضيف السفير الصهيوني في مجلس الأعيان بدلاً من طرده من الأردن، وإلغاء هذه العلاقات المشينة مع من يتبنون شعار «الأردن هو فلسطين» ويعملون ليل نهار لتحقيقه على أرض نظام يعتبرونه «طارئاً مؤقتاً" قابلاً للزوال في غضون سنوات».

إن دعوة السفير الصهيوني تحت مبررات سياحية(!!) إلى مجلس الأمة وفي هذا الوقت بالتحديد تثير الشكوك حول غايات الداعي إذ تنطوي على تأييد مبطن لسياسة الحصار، والتجويع، والاحتلال التي يشنها الصهاينة على أخواننا الفلسطينيين ناهيك عن حملتهم على الأمة ومنها الأردن، فإن كان ذلك الداعي لا يدرك العدوان على الأردن حتى حسب المعاهدة المشؤومة التي تعتبر المقدسات خاضعة لمسؤولية السلطات الأردنية ولا زالت تنتهك ذلك البند من المعاهدة كما هو معلوم بالحفريات واحتلال ما تحت الأقصى بالأنفاق وباقتحام الحرم (ومنها اقتحام شارون الذي فجر الانتفاضة الأخيرة) فتلك والله مصيبة. وإن كان يدري فالمصيبة أعظم!!. وهذه الفعلة الشنيعة صدرت عن رسمي أردني يشغل منصباً تشريعياً، وسبق وشغل مواقع تنفيذية متقدمة، وهاهو علناً لم يراع كرامة الشعب الذي ينتمي إليه، ويتبجح ويستفز الأردنيين بقوله «إن السفير الصهيوني دخل من الأبواب العلنية لمجلس الأعيان» فأين غابت النواطير؟ ومن لكرامة هذا الشعب؟ لا حول ولا قوة إلا بالله! ولم يكن هذا الأمر ليفاجئنا لو تم الاستقبال في منزل الداعي لإمكانية تجانس الداعي والمدعو، أما أن يحاول الداعي حشر عدو الأمة في قلب مجلس الأمة فإنه إنما يطرد نفسه هو من ضمير الأمة الذي يلفظه، ويطالب كل من يدعي تمثيله اتخاذ أشد الإجراءات بحقه. وأدناها طرد الداعي من مجلس الأمة، وطرد السفير من هذا البلد العربي الحر. 

«أما الزبد فيذهب جفاء» صدق الله العظيم

■  جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية

آخر تعديل على السبت, 12 تشرين2/نوفمبر 2016 13:41