الملف النووي الكوري: مَن يرهق مَن؟

أبلغت كوريا الديمقراطية وفدا أميركياً زائراً يرأسه حاكم ولاية نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون أنها قد لا تتمكن من إغلاق مفاعلها النووي الرئيسي والسماح بعودة المفتشين الدوليين في المهلة المحددة التي تنتهي اليوم السبت بسبب بعض المشاكل الفنية، مشيرة إلى أنها قد تتمكن من إنجاز ذلك في غضون ثلاثين يوماً إضافياً.

وقالت بيونغ يانغ إنها ستبدأ إغلاق مفاعل يونغبيون وهو مصدرها للبلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع أسلحة في حال الإفراج عن أموال مجمدة في مصرف بانكو دلتا آشيا في مكاو، وهو ما تم الثلاثاء الماضي بعد إصرار كوريا الديمقراطية على حقها في رفع تجميد أصولها المالية في ذلك المصرف قبل استئناف المحادثات السداسية.

من جهته قال كبير المفاوضين الأميركيين كريستوفر هيل إنه سيلتقي المستشار في مجلس الأمن القومي فيكتور تشا الموجود ضمن الوفد الأميركي الزائر لبيونغ يانغ ليعرف منه طبيعة ردها بشأن إغلاق المفاعل بعد انتهاء قضية مكاو.

وعبر ريتشاردسون والوفد المرافق له الخط الحدودي الفاصل بين الكوريتين حاملا معه ما يعتقد أنها جثث ستة جنود أميركيين قتلوا أثناء الحرب الكورية.

من جهته ألمح المتحدث باسم البيت الأبيض شون ماكورماك إلى إمكانية تمديد المهلة الممنوحة لبيونغ يانغ لإغلاق مفاعلها.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك «إنه يمكن لأصحاب الحسابات المخولين أن يسحبوا أموالهم» مضيفا أن «السلطات في مكاو ستعلن عن كيفية تنفيذ السحب».

ومع استمرار لعبة شد الحبال بين الطرفين شككت واشنطن في إمكانية تنفيذ الاتفاق بشأن البرنامج النووي الكوري الديمقراطي في موعده, في حين مددت طوكيو عقوباتها ضد بيونغ يانغ ستة أشهر أخرى وهي التي تشمل حظرا على الواردات من كوريا الديمقراطية وتحظر على كافة السفن الكورية الديمقراطية دخول الموانئ اليابانية. وقال وزير الخارجية الياباني إن «تمديد العقوبات يرجع بشكل أساسي إلى عدم تحقيق تقدم سواء في حل مسألة اليابانيين الذين «خطفتهم» كوريا الديمقراطية أو إغلاق المفاعل النووي».

وحث كريستوفر هيل بيونغ يانغ على تطبيق اتفاق بكين الذي أمهلها مدة 60 يوما لإغلاق مفاعلها النووي التي تنتهي يوم 14 نيسان الجاري، قائلا إن بلاده لن تقبل بإغلاق جزئي له.

وهدد أن على الكوريين الشماليين تطبيق الاتفاق بغض النظر عن النزاع المتعلق بتحويل أرصدتهم المالية المجمدة, مشيرا إلى أنه «من المؤكد أن هذه المسألة المصرفية تؤخرنا يوميا وتجعلنا غير قادرين على احترام الموعد» المحدد.

وجاءت تلك التطورات بعد تصريحات أدلى بها كيم كي غوان نائب وزير خارجية كوريا الديمقراطية لمسؤولين أميركيين يزورون بلاده قال فيها إن بيونغ يانغ مستعدة لاستقبال مفتشي الأمم المتحدة إذا سويت أزمة أموالها المجمدة.

والتقى كبير المفاوضين الكوريين كلا من ريتشاردسون وأنطوني برنسيبي أحد كبار المستشارين السابقين للرئيس جورج بوش، مؤكداً أن التزام بلاده بموعد الرابع عشر من نيسان «سيكون أمرا صعبا»، وهو ما ذهب إليه برنسيبي أيضاً، مضيفاً استبعاده لتفكيك البرنامج الكوري حالياً.

آخر تعديل على الأحد, 13 تشرين2/نوفمبر 2016 23:25