الرفيق د. سمير دياب عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني لـ «قاسيون»: لا شيء يثنينا عن مواجهة المشروع الأمريكي - الصهيوني
أجرت «قاسيون» اتصالاً هاتفياً مع الرفيق د. سمير دياب عضو قيادة الحزب الشيوعي اللبناني، مسؤول قطاع الشباب الطلاب، وأجرت معه حواراً سريعاً حول ما يسمى «حركة الإنقاذ» التي أعلنت انشقاقها عن الحزب مؤخراً، وكان الحديث التالي..
تحدثت الصحافة اللبنانية يوم الإثنين 14/5/2007 عن «حركة إنقاذ» انشقت عن الحزب الشيوعي اللبناني وعن قيادته.. ما دوافع هذه الحركة، وما هي منطلقاتها وأهدافها؟ وما علاقتها بما يجري اليوم من أحداث وتطورات لبنانياً وإقليمياً ودولياً؟؟
حدد الحزب الشيوعي اللبناني في مؤتمره التاسع مجموعة من النقاط والأهداف الأساسية التالية:
أولاً: موقفه من مفهوم الدولة الوطنية الديمقراطية، بما في ذلك الموقف من موضوع المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة المشروع الأمريكي – الصهيوني.
ثانياً: الإصلاحات السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية..
ثالثاً: وهو الموضوع الأساسي، ويتعلق بتجميع اليسار اللبناني والعربي في مواجهة الهجمة التي تشنها الإمبريالية الأمريكية على المنطقة.
في هذا السياق، ومنذ المؤتمر التاسع وحتى يومنا هذا، حزبنا الشيوعي اللبناني، يعمل ويناضل في مناخ من التوترات السياسية والأمنية التي تعيشها المنطقة بشكل عام، وانعكست بشكل أو بآخر في لبنان منذ عام 2005، بما في ذلك العدوان الإسرائيلي الأخير في 12 تموز 2006 وتداعياته. هذا الحزب يملك موقفاً سياسياً ووطنياً مستقلاً، وبالتالي هو خارج كتلتين سياسيتين طائفيتين كبيرتين، وعلى ضوء ذلك، هناك محاولات لإضعاف هذا الحزب من داخله، وبالتالي تجري في هذا السياق محاولات ما تسمى بالانشقاقات، وهي مجموعات وأفراد خارج الحزب أصلاً، ولا تمت له بصلة لا سياسياً ولا تنظيمياً، وآخر تجلياتها كانت مؤخراً محاولة ما سمي بـ «حركة الإنقاذ»، أو «انشقاق من أجل التوحيد».. لا أحد ينشق من أجل لم شمل الشيوعيين عملياً، لذلك نحن نؤكد أن سياستنا ومواقفنا المبدئية مازالت قائمة على الأسس التي أقرها المؤتمر التاسع، ونحن نعتبر أن الحزب الشيوعي اللبناني بتاريخه النضالي الطويل الذي يعود إلى أكثر من 83 سنة مرت، هو المستهدف بتاريخه ونضاله ومواقفه الوطنية، بصفته حزباً وطنياً ديمقراطياً مستقلاً.
ما وزن هذه الحركة تنظيمياً وسياسياً؟
أود توضيح مسألة، إن المجموعات التي تظهر على الساحة اليوم، هي أصلاً المجموعة نفسها التي اجتمعت قبلاً في مطعم الدلب وهي ما تسمى بالـ«99»، وقد اختلفت بعد ذلك فيما بينها حول القيادة وحول قضايا أخرى، وبدأت تتفسخ من داخلها فخرج عليها أولاً إلياس عطا الله، وفيما بعد منير بركات، وأخيراً مجموعة ما سميت بحركة الإنقاذ..
.. نتمنى أن يكون انقساماً أخيراً.
تأكد أننا بدأنا ننتهي من هذه المسائل، وهذا الحزب عصي عن التطويع والإركاع. وهذه المجموعات بدأت تأكل نفسها سريعاً، وتتقاتل على المناصب..
مسيرة هذا الحزب مستقلة ومستمرة، وورشة العمل للتحضير للمؤتمر الوطني العاشر جارية على قدم وساق وفقاً لأهداف المؤتمر الوطني التاسع، وبالتالي هذا يعني المزيد من اللحمة التنظيمية، ومزيداً من العمل على المستويات كافة من أجل مواجهة المشروع الإمبريالي الإسرائيلي في المنطقة.
سؤال أخير، هل لقوى 14 شباط دور فيما يجري؟
بالتأكيد، حين نقول أن هذا الحزب مستهدف، فإننا نعني أن هناك محاولات دائمة من قبل هذه السلطة الطائفية لتفتيت القوى الوطنية العلمانية، وسعي مستمر لتهميش دور من يملك مشروعاً تغييرياً داخل البلد، والحزب الشيوعي اللبناني أكاد أقول إنه الحزب الوحيد في ظل هذا الصراع المحتدم الذي يطرح مشروعاً للتغيير الديمقراطي في لبنان، ربطاً بعملية صمود وانتصارات شعبنا ومقاومتنا الوطنية في الانتصارين الكبيرين في الـ2000 والـ2006.
خلاصة القول: إن حزبنا هو الوحيد في ظل الصراع الطائفي والسياسي القائم عملياً الذي يملك مشروعاً حقيقياً من أجل بناء دولة ديمقراطية عربية مستقلة، ومن هنا تأتي جميع المحاولات اليائسة لاستهدافه..