تأملات كاسترو: «اللقاء مع لولا»
إن الأزمة المالية ناجمة عن الامتيازات التي منحتها «بريتون وودز» للرأسمالية المتطورة في الولايات المتحدة، التي كانت تبرز بسلطة اقتصادية وسياسية هائلة قبل نهاية الحرب العالمية الثانية.
تتكرر الظاهرة بوتيرة أكبر كل مرة.
في رسالة كتبتها لرئيس البرازيل لولا دا سيلبا وبعثتها إليه مباشرة بعد وصوله إلى كوبا، لأن اللقاء معي لم يكن ضمن نشاطات برنامج زيارته القصيرة إلى بلدنا، كتبت له حرفياً حول ذلك الموضوع:
«الذي يصبح حاكم الولايات المتحدة بعد الأزمة الراهنة ينبغي عليه الشعور بضغوطات قوية تمارس عليه من قبل شعوب العالم الثالث التي تطالب حلولاً بمشاركة جميع الدول وليست مجموعة منها فقط. تحتاج الأمم الغنية على نحو ملح أن يستهلك الفقراء، وإلا تعطلت مراكزها المنتجة للخيرات و للخدمات. يستحسن الاعتماد على آلات الكومبيوتر لإحصاء ملايين الملايين التي ينبغي استثمارها حتى تتطور الأمم الفقيرة دون أن يجري تدمير البيئة والحياة في معمورتنا».
يتجلى لأي قارئ أنني عندما أتحدث عن الاستثمار، أقصد مساهمة مالية للعالم الثالث بشكل أساسي كائتمان بتسهيلات، حيث الفائدة تساوي تقريباً صفر، من أجل التطور العقلاني الذي لا يؤدي إلى تدمير البيئة.
استطعت أن اجتمع مع لولا، الذي طلب رؤيتي على الرغم من وقته الضيق وبرنامجه الحافل، وقلت له إنني سأذيع بعض المفاهيم المتضمنة برسالتي، ولم يكن عنده مانع. شرح لي «لولا» بالتفاصيل الكافية العمل الذي يقوم به ببلده. عبرت له عن شكرنا للتأييد السياسي والاقتصادي المقدم من البرازيل للنضال الذي تخوضه كوبا. وركزت على الدور الحاسم الذي تلعبه فنزويلا، وهي الأمة الأمريكية اللاتينية النامية، وعلى دور رئيسها في أصعب وأحرج أيام الفترة الاستثنائية، واليوم، عندما اشتد الحصار الامبريالي المفروض علينا وبعدما عانى بلدنا من الضربات القاسية للإعصارين.
حسبما تابعت النشرات الإخبارية، اتخذ «لولا» موقفاً يتصف بالشجاعة تجاه الانتخابات الأمريكية. في حالة انتصار مكين، سوف لن يحظي مسبقاً بتأييد أكبر دولة أمريكية لاتينية، البرازيل.
بيوم 15 تشرين الثاني المقبل سيعقد بواشنطن اجتماع مجموعة العشرين بدعوة من بوش. مباشرة بعد تشغيل التلفزة يظهر رئيس دولة يخطب باجتماع مستواه عال. كم من الوقت يبقى عند رؤساء الدول للحصول على المعلومات وللتأمل بالقضايا المعقدة التي ترهق كاهل العالم؟ إن الرئيس الحالي للولايات المتحدة ليس لديه أي مشكلة، فهو لا يحلها، بل يخلقها، ويعتبر أن الحل هو مهمة الآخرين!