كتاب أميركي: دعم تل أبيب يناقض مصالح واشنطن
يناقش كتاب جديد أصدره جامعيان أميركيان سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل من زاوية الفائدة التي تعود على واشنطن من هذا الدعم وارتباطه بتأثير اللوبي اليهودي. ويرى الكاتبان وهما الاختصاصيان البارزان في العلوم السياسية جون ميرشايمر من جامعة شيكاغو (إيلينوي، شمال) وستيفن والت من جامعة هارفرد (ماساشوستس، شمال شرق) أن الدعم الأميركي لإسرائيل لا يستند إلى دوافع إستراتيجية أو أخلاقية بل يلقى تبريره في ضغوط اللوبي اليهودي والمجموعات المسيحية المتطرفة والمحافظين الجدد المؤيدين للطروحات الصهيونية.
ويؤكد الكتاب الذي يحمل عنوان «اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأميركية» أن سياسة واشنطن غير المتوازنة في الشرق الأوسط قادت إلى اتخاذ قرار اجتياح العراق وتهديد إيران وسورية مع ما ينتج عن ذلك من انعكاسات على أمن العالم الغربي.
واعتبر الكتاب الذي وزع على المكتبات في الرابع من أيلول أن «إسرائيل لا تملك الوزن الإستراتيجي الذي تفترضه الولايات المتحدة. فربما كان لإسرائيل وزن إستراتيجي أيام الحرب الباردة لكنها تحولت إلى عبء متزايد بعد انتهائها».
وأضاف الكاتبان أن «الدعم المطلق لإسرائيل عزز المشاعر المعادية للأميركيين في العالم وساهم في تفاقم مشكلة الإرهاب بالنسبة للولايات المتحدة وأضعف صلاتنا مع حلفاء في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا».
ويؤكد ميرشايمر ووالت أن المساعدات العسكرية والاقتصادية السنوية التي تمنحها الولايات المتحدة لإسرائيل وتبلغ ثلاثة مليارات دولار، تفوق المساعدة الأميركية لأي بلد آخر.
ويتطرق الكتاب أيضا إلى الدعم الدبلوماسي الأميركي لإسرائيل، ويذكر أن الولايات المتحدة استخدمت بين 1972 و2006 في مجلس الأمن الدولي حق النقض (الفيتو) ضد 42 قرارا ينتقد سياسة إسرائيل.
ويطالب الباحثان في ختام كتابهما بتعديل السياسة الأميركية حيال إسرائيل، ولكنهما يقولان في المقابل إن «المسألة الوحيدة التي لن يتناولها أي جدل هي مسألة النظر في فائدة استمرار الولايات المتحدة في تقديم دعم مطلق لإسرائيل».