كوبا الاشتراكية: المتقاعدون إلى الجامعة!
بلغ عدد الخريجين من جامعة «البالغون الكبار» الكوبية نحو 50،000 مواطنا تتجاوز أعمارهم 60 عاما، بعد استكمال ست حلقات دراسية عن التنمية البشرية، والوقاية الصحية، والتأمين الاجتماعي، والتنمية الثقافية، والتنظيم السليم لأوقات الفراغ، تحت إشراف أساتذة متقاعدين في كثير من الأحيان.
ونشأت جامعة البالغون الكبار كمشروع مشترك بين اتحاد نقابات العمال ووزارة التعليم العالي ورابطة المعلمين، ويتبعها الآن أكثر من 900 فرعاً موزعة على كافة أنحاء كوبا.
وتقول أوفيليا دياث، 63 سنة، لـ «آي بى اس»، «بعد التقاعد اعتقدت أن حياتي انتهت. وكنت أتساءل ما الذي يمكن أن أفعله بالمعرفة التي اكتسبتها على مدى 34 سنة من تدريس علم الأحياء؟ وبعد التحاقي بالجامعة في 2002 وعملي بها كمعلمة، أشعر بأن حياتي قد بدأت من جديد».
بدورها، تقول الممرضة المتقاعدة ماغالاي غونثاليث، أن الالتحاق بالجامعة «يوفر معرفة هامة لمواجهة هذه المرحلة من العمر التي عادة ما نبلغها دون تحضير أو إعداد». وتضيف أن المواظبة على الحلقات الدراسية تساعد المسننين على التغلب على فكرة أنهم أصبحوا عجائز في انتظار الموت.
هذا، وعلى الرغم من اعتمادها على دعم الدولة منذ بدايتها، إلا أن الجامعة تواجه صعوبات في مجال توفير الاحتياجات العديدة التي تتطلبها في فروعها، ومنها إقامة الفصول وتوفير المواد التعليمية والاعتماد على طاقم من المعلمين الثابتين.
وعلى الرغم أيضا من أن العديد من المعلمين من خريجي الجامعات وعدم تقاضيهم أجراً عن التدريس، إلا أن الميزانية لا تكفي لتوفير الكتب والمواد التعليمية الأخرى اللازمة للجميع.
وترى ماغالاي غونثاليث، من ناحية أخرى أن «الكوبيين غير مهيئين لتقدم العمر والموت. فيبدو أن الكل يعتقدون أنهم سوف يعيشون في مرحلة الشباب وأن الشيخوخة مرحلة بعيدة. ولا يتحدث الناس عن الشيخوخة لاعتبارهم أنها قبيحة ومليئة بالأوجاع والآلام».
ومع ذلك، فقد تحولت النقلة السكانية في كوبا تجاه المزيد من الأهالي المسنين إلى قضية عاجلة. ففي الوقت الحاضر يتجاوز 16،2 من السكان البالغ تعدادهم 11،2 مليون نسمة، سن الستين عاما، وهي نسبة سوف تصل إلى 25 % من المجموع خلال عقدين قادمين.
وأخيرا، تصادفت أوفيليا دياث وماغلاي غونثاليث، في القول إن الرجال أقل قابلية من النساء في مواجهة تقدم العمر.
فأشارت دياث أن خمسة رجال فقط مقابل 56 امرأة، واظبوا على فصلها في العام الماضي، فيما قالت غونثاليث أن الرجال يفكرون فقط في مواصلة العمل بعد التقاعد «لأنهم يعتقدون أن البقاء في المنزل يعني الموت»..