الحرب آتية لا محالة!
إن الأوضاع الدولية غير المستقرة وبالتحديد في المنطقة العربية وسياسة الإذلال والمهانة التي تعيشها الأمة العربية جراء سياسات الولايات المتحدة المنحازة كليا لإسرائيل.. جعلت من الشعوب العربية المحبطة قنبلة قابلة للانفجار في أية لحظة، كونها لم تعد تحتمل المعاناة والإذلال أكثر..! وهنا أجزم أنه إذا ما اندلعت الحرب فلن تكون حرباً تقليدية بالشكل الذي عهدناه من قبل.. بل أن للقوى الشعبية سيكون لها التأثير الأكبر على وجهة المعركة وحسم نتائجها، كون الجيوش العربية النظامية سوف تحيد ولن يكون لها أي دور باستثناء الدول المشاركة في هذه الحرب وبالتحديد سورية وإيران وحزب الله وربما حركة حماس. نحن الآن أمام عملية فرز واضح في المنطقة، أساسها مدى التبعية للولايات المتحدة والاستعداد للانخراط في الحرب الجديدة التي تعد لها ضد إيران وسورية وحزب الله في لبنان، أو ما يسمى بمحور الشر الجديد. المنطقة العربية منقسمة إلى ثلاثة معسكرات رئيسية، الأول هو معسكر دول الاعتدال، وهي مصر والأردن ودول الخليج الست، ومعسكر محور الشر وهو سورية وإيران وحزب الله وحماس وتنظيم القاعدة والمقاومة العراقية، ومعسكر ثالث هو محور المهمشين وهو يضم بقية الدول العربية مثل اليمن والسودان والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا، مع الأخذ في الاعتبار حقيقة هامة، وهي أن هناك دولاً تعتبر مساندة لمحور المعتدلين، مثل المغرب وموريتانيا واللتين تقيمان علاقات مع إسرائيل.
إن الحرب قادمة واليكم الأسباب:
المجزرة الصهيونية الأخيرة على غزة والتي استهدفت القضاء على حماس لكي يكون أمر مواجهة حزب الله وسورية وبدعم أمريكي أسهل ومع أنها باءت بالفشل وتم توقيفها, إلا أن هذا الأمر عبارة عن استراحة محارب ليس إلا.
البارجة الأمريكية قبالة السواحل اللبنانية وهو عبارة عن عرض عضلات الهدف منه القول نحن هنا وخاصة بعد المجزرة الصهيونية الأخيرة في قطاع غزة والتي اعتبرها المحللون السياسيون بأن إسرائيل كانت هي الخاسرة فيها ولم تحقق أهدافها المرجوة, بل على العكس أثبتت مقدرة المقاومة الفلسطينية على الدفاع والتصدي للهجمات الإسرائيلية. إن الأمريكيين انتقلوا من مرحلة الدعم البعيد المدى ليتجاوزوا حدود البيانات والخطابات والمواقف إلى الحضور المباشر عسكريا تأكيداً للدور التعطيلي والتخريبي الذي تقوده الإدارة الأمريكية في لبنان والمنطقة عبر أدواتها المحلية والإقليمية, ولمحاولة تحويل لبنان إلى مستعمرة أمريكية.
التدريبات العسكرية السورية والصهيونية:
إن السلطات السورية تستعد لمواجهة هجوم إسرائيلي كبير قد يستهدفها إلى جانب حزب الله.. وان سورية تتابع باهتمام التحركات والتعزيزات الإسرائيلية على الحدود، كما أنها ترى بالإعلام الإسرائيلي وتصريحات المسؤولين العسكريين الإسرائيليين تحريضاً كبيراً ومحاولة لتهيئة الأجواء والرأي العام الإسرائيلي والعالمي لحرب كبيرة ضد سورية. ويشار إلى أن القوات السورية تجري مناورات عسكرية ضخمة كما أنها استدعت جزءاً من قوات الاحتياط استعداداً لأي طارئ، وإلى جانب الاستعداد العسكري استنفرت سورية أجهزتها الأمنية، خوفاً من اختراقات من دول الجوار. وكانت القوات السورية قد حشدت خلال الأسابيع القليلة الماضية حوالي ثلاث فرق مدرعات وقوات خاصة ومشاة ميكانيكية (تسعة ألوية) قبالة منطقة البقاع الغربي اللبناني، أي المنطقة التي يعتقد السوريون أن أي عملية اختراق أو هجوم بري إسرائيلي سيكون مسرحها المنطقة المذكورة، ليس لأنها منطقة إستراتيجية لحزب الله وحسب، بل ولأنها تشكل الخاصرة الرخوة للجبهة السورية.
وتأتي الحشود في وقت سربت فيه جهات سورية معلومات عن أن وزارة الداخلية السورية ستعلن عن نتائج التحقيق بشأن اغتيال القائد العسكري لحزب الله، عماد مغنية قريباً وهو ما يعني ـ حسب الفهم الإسرائيلي ـ إعطاء ضوء أخضر لحزب الله للانتقام لاغتيال قائده العسكري ولاسيما أن التحقيق سيشير إلى اتهام (الموساد الصهيوني) في عملية الاغتيال وتورط جهات عربية مع الأجهزة الصهيونية.
كما يأتي الحديث عن التعزيزات العسكرية الإسرائيلية، في وقت وجه فيه وزير«الدفاع الإسرائيلي»، ايهود باراك، تحذيراً شديد اللهجة إلى سورية وحزب الله من مغبة تنفيذ أي هجوم على إسرائيل، على اعتبار أنه «لن يمر مرور الكرام» على حد تعبيره، (وهو ما تبعه) إعادة توزيع الكمامات الواقية على «الإسرائيليين» بعد أن تم جمعها بهدف صيانتها.
إن الحرب القادمة ليست نزهة للولايات المتحدة وليست رفع وإغلاق الستار على مسرحية تشاهدها قوى الاحتلال الصهيوني. إننا نقول وبأعلى صوتنا إن مراحل الضعف قد انتابت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وأصبح موقفهما الإستراتيجي غاية في السوء وياليتنا نتعلم إدارة الأزمات الحقيقية لأن الوقت الآن هو في صالحنا ويكفي أن تعلن الأصوات الشريفة في كل مكان وتردد: اخرجوا من بلادنا التي خربتموها وحولتم الدمار والخراب إلى نهج فيها!
ألا نستحي من أنفسنا وما زلنا نعلن السلام المزعوم و نتسوله من أعداء السلام؟
إن الخيانة متأصلة في الوطن العربي ولقد ضاعت فلسطين بالخيانة, واحتلت العراق بالخيانة, ولكن يجب أن نسعى أولاً إلى إيقاف هذه الحرب تجنباً للخراب, أما إذا دارت طبولها تحت دعوى الصلف والغرور الأمريكي فيجب أن نقاوم الخونة في كل مكان لأن هذا هو واجبنا المشرف الذي يحثنا الله عليه وهو لن يخذلنا لأننا ندافع في المقام الأول عن عقيدتنا الطاهرة وثانياً عن كرامتنا التي ضاعت أمام هؤلاء الخونة الذين أباحوا لأعدائنا كل هذا الظلم والبربرية التي لم نعهدها من قبل.
عن شبكة لطيف بتصرف