نهاية عام وبداية آخر «...... من الأولاني»!
اسكتشات 2007-2008
«إسرائيل» رحبت ببوش بإطلاق «21 طلقة» على غزة والحصيلة المزيد من شهداء فلسطين المحتلة!
***
بوش عند وصوله: « إن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل يساهم في ضمان أمن إسرائيل كدولة يهودية»
بيريز: «أخذنا بنصيحتك فيما يخص التهديد الإيراني (..) الولايات المتحدة تساندنا في الحرب والسلم، واعتقد أن هذه السنة ستكون حاسمة للسلام في الشرق الأوسط، إذ يجب تحقيق السلام في ثلاثة اطر سياسياً واقتصاديا وامنياً ويجب وقف جنون إيران، حزب الله وحماس».
أولمرت: «الحلف الأميركي- الإسرائيلي لا يمكن هزُه، لقد عكست سياستكم فهماً حقيقياً للمخاطر التي تتعرض لها إسرائيل وتعهداً صلباً بالدفاع عن أمننا القومي».
نائب رئيس حكومة العدو حاييم رامون: «الأمر الأساسي في زيارة بوش سيكون الموضوع الإيراني وما يجب فعله تجاه إيران ومنعها من التسلح ونحن معنيون جداً بذلك».
***
ولي العهد السعودي: «زيارة بوش للسعودية والمنطقة سيعم خيرها على الشعوب العربية والإسلامية»!!
***
بوش يضع «إكليلاً من الزهر» في القدس المحتلة على ما يسمى بضحايا المحرقة، ويفترض أن يرضى عباس، حسب التسريبات حتى الآن، بأن يلتقيه بوش في مقر رئاسة الوزراء (أو في بيت لحم) كيلا يلتقيه في مقر المقاطعة ويزور قبر عرفات، لأن ذلك «غير مدرج على جدول أعماله» المكلل بإجراءات أمنية غير مسبوقة، عدداً وعتاداً، استدعت من السلطة الفلسطينية فرض حظر تنقل في أماكن مرور موكب بوش!
***
«الرجل جداً» سلام فياض «يحتج» على «الاعتداءات الإسرائيلية غير المبررة على الأراضي الفلسطينية بشكل عام ونابلس بشكل خاص» وبعد وساطة من مبعوث الرباعية بلير عقد مؤخراً اجتماعاً ثنائياً مع وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك، أعرب خلاله عن «رفضه المطلق لهذه الاعتداءات وجدد المطالبة بالتوقف الفوري والكامل عنها»!! (يا دين النبي..)!!
***
وسبق «للرجل جداً» ذاته أن سلّم متعلقات وأسلحة الجنديين الإسرائيليين اللذين قتلهما مقاومان من حركة الجهاد تم تسليهما هما أيضاً للجانب الإسرائيلي وقال: «إن يوم مقتل الإسرائيليين (الاثنين) هو يوم حزين»!
***
جندي عراقي بطل، تم إغفال اسمه عمداً، ولا نعلم بأية «منظمة إرهابية» سيتم إلحاقه، ثارت حميته الفطرية في دورية مشتركة مع قوات الاحتلال الأمريكية لبلاده واستغل تعرضها لكمين في مدينة الموصل فقتل ضابطاً ورقيباً أمريكيين وأصاب ثلاثة جنود، ولكن كبار قادته في الجيش العراقي الجديد تبرأوا منه وقالوا «إن هذا ليس من شيم الجيش العراقي» وأنهم حرصوا على حضور تأبين القتيلين (العسكريين) الأمريكيين في قاعدة عسكرية للاحتلال(!).
***
بوش يتنهد غاصاً معلناً «نفاد صبره» مع سورية، وساركوزي يسارع للتنفيس عنه، من مصر وبحضور مبارك، بأن يعلن «تعليق العلاقات مع سورية»، ومبارك يزاود بالطلب إلى دمشق «دعم الوصول إلى حل توافقي في لبنان».
***
باراك: «مبارك خرّف ووهنت قبضته» بعد أن سمحت الأجهزة المصرية بعودة الحجاج الفلسطينيين إلى غزة دون المرور بمعابر التفتيش الإسرائيلية ولكن بعد وفاة ثلاثة منهم على الحواجز المغلقة!
***
السفير الفرنسي لدى الرياض بيرتراند بيسانسينوت يؤكد أن اللقاء المرتقب بين «خادم الحرمين الشريفين» الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الرياض ستتركز حول الأزمة النووية الإيرانية، «حيث أن البلدين يشتركان في القلق نفسه» كما ستتطرق إلى «مستقبل عملية السلام في المنطقة بعد مؤتمر أنابوليس، والأزمة اللبنانية الحالية»، وأكد أن البلدين «كانا قد تبادلا سابقاً معلومات حساسة تظهر مدى الثقة السياسية القائمة بينهما»، إضافة « للتجارب العسكرية المشتركة بين البلدين، في حال اضطرارهما للمحاربة جنباً إلى جنب».
وقال السفير الفرنسي: «إن زيارة ساركوزي مناسبة للاعتراف بالدور السعودي المتزايد في المنطقة، وسعيها لحلحلة القضايا المعقدة، وهي التي قامت بمجموعة كبيرة من المبادرات في أكثر من بلد عربي وأفريقي».
«آل» قمة «آل»..!
طوبى للعرب ومرحى لـ«أعدائهم» فقد كان عام 2007 عام بدء تكريس «العداء العربي-العربي» بامتياز على مستوى النظم العربية وانتقالاً لبعض صفوف الشعوب المفقرة والمهمشة والمجهلة تحت وطأة الضغوط المعيشية والغسيل الدماغي، المذهبي، الطائفي، العرقي، والسياسي، أمريكي المصدر-عربي التربة، حالة عداء عربي غير مسبوقة بعد نسف شعار «إمكانية» الوحدة العربية، وبعدها شعار «التضامن العربي»، ليصبح شعار المرحلة «التلطيف من حالة العداء العربي»:
عباس يلتقي أولمرت وكل «قادة» الكيان الإسرائيلي وهو غير مستعد لمصافحة هنية، السنيورة يلتقي فيلتمان ويرحب ببوش وغير مستعد لحكومة شراكة وطنية مع المقاومة اللبنانية، وهو ذاته المستقوي بواشنطن وباريس والرياض على دمشق، القتل في العراق على الهوية الطائفية، قوى الاعتدال العربي تطالب الجامعة بعدم عقد القمة العربية في دمشق وستعمل في حال انعقادها (المؤكد حتى الآن حسب الجامعة العربية والخارجية السورية) على إفشالها، أقله عبر تخفيض مستوى الحضور والتمثيل، كيلا تحرز دمشق نصراً دبلوماسياً، وأحد الأدلة على ذلك هو إقرار انعقاد القمة الإسلامية (في السنغال) بيوم انعقاد القمة العربية.
وإذا كان من المتفق عليه بين جهابذة السياسة، وحسب التصريحات الأمريكية الإسرائيلية، أن جولة بوش في المنطقة، التي ستشمل الكويت والبحرين والإمارات والسعودية ومصر، هي استكمال لما يسمى بخط أنابوليس وتحشيد «جبهة المعتدلين العرب» (ضد إيران وسورية والمقاومات العربية كما هو معروف)، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو بماذا ستخرج القمة المفترضة ضمن المعطيات الحالية، وذلك بغض النظر عن كل خيبات أمل الشعوب العربية من كل القمم والاجتماعات العربية السابقة التي لم تخرج بشيء أكثر من الحبر المتبخر على ورقها؟
وبالاعتذار من التصريحات البرتوكولية للوزير وليد المعلم حول وجود نواة لعودة العمل العربي المشترك من خلال العلاقة السورية السعودية المصرية، وهو الذي يدرك محاولات إجهاض القمة والأرضيات التي تجري فيها تلك القمة، ولا يريد أن يُحسب أن سورية هي من رفضت استضافتها وتتحمل وزر ذلك، فإن السؤال الذي يلح هو: ما هو المطلوب من هذه القمة في ظل حالة الاستعصاء القائمة في المنطقة، والفرز الكامن في المعسكرات والتحالفات فيها؟ أي، إما أن سورية تريد وتستطيع سحب «دول الاعتلال العربي» من المحور الأمريكي الإسرائيلي، أو أن هذه الدول تريد من سورية وتستطيع دفعها للتخلي عن مجمل سياساتها الخارجية والإقليمية، ولاسيما في الملفات المعروفة (القضية الفلسطينية والموقف من حماس، ملف الاستحقاقات اللبنانية والعلاقة مع حزب الله، العراق تحت الاحتلال، التهديدات لإيران). وباعتبار أن الجواب على سؤال «استطاعة» كل طرف هو «لا»، فعن أي عمل عربي مشترك «حقيقي» يجري الحديث؟
***
عندما جرى العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، حصلت حالة فرز حقيقية في القوى هي التي أسهمت في كشف أوراق التوت عن الأنظمة العربية، وقد قالت سورية والقيادة السياسية فيها كلمتها آنذاك، ليس فقط عبر دعم المقاومة واحتواء الشعب اللبناني، بل بتعرية «أشباه الرجال»، وحشدت خلفها وخلف المقاومة كل القوى الحية في الشارع العربي واستنهضت المغيبة فيه، وإذا كان المطلوب اليوم في ظل غيوم التوتير التي لم تغب عن سماء المنطقة، والتهديدات المبطنة والعلنية لقوى الممانعة والمقاومة فيها هو العودة لذاك الفرز وذلك الاستنهاض، فإن ذلك يستدعي فتح جبهة الداخل في سورية، ولاسيما على الجبهة الاقتصادية الاجتماعية، لجهة تحسين الظروف المعيشية ومكافحة مراكز النهب والفساد الكبرى والعودة عن كل الإجراءات الحكومية التي تنال من مقومات الصمود الوطني.
ولكن كلما جرى طرح «فتح جبهة الداخل» فإن بعض المتخوفين يتحسبون من ثمن ذلك، وكأن هذا الاستنزاف الموازي على جبهة الخارج المفتوحة يجري دون مقابل!؟ وكأن انفجار الجبهة الخارجية لن يفتح تلقائياً الجبهة الداخلية عبر اصطفافات مالية واقتصادية بأغطية سياسية ستكشف عن نفسها وارتباطاتها آنذاك حتى ولو كانت مموهة حالياً، ولكنها ستكون بأثمان مضاعفة!