تجليات إستراتيجية بوش في العراق: التسول للعراقيين.. والانتحار لجنوده
ذكر تقرير لشبكة أوروك أن موجات الشحّاذين من المواطنين العراقيين من مختلف الأعمار ومن الجنسين باتوا يزدحمون عند تقاطعات الطرق العراقية كظاهرة واسعة في المجتمع العراقي ومحصلة جديدة من محصلات الاحتلال ووكلائه في السلطة الدُميّة.
وبات من الطبيعي أن تجد متسولاً يحرج خطيبين لدى خروجهما من محل لصياغة الذهب، وفي تعليقها على هذه الظاهرة، ذكرت الناشطة سلوى عباس أن ظواهر الفقر، والتهجير وتصاعد البطالة ساهمت في الزيادة المتصاعدة لأعداد المتسولين، في وقت يتجه فيه الوضع الاقتصادي عموماً نحو المزيد من التدهور.
قالت امرأة عجوز تحتضن طفلين: ماذا أفعل؟ أنا مطلّقة وليس لديّ مهنة ولا أحد يرعاني ويجب أن أُوفر شيئاً لهذين الطفلين، طفلي ابنتي، بعد أن قُتل زوجها في انفجار. وليس لنا مصدر آخر للحصول على دخل سوى الاستجداء...
من جانبه ذكر الصحفي الأمريكي المستقل مارك ويتني أن البنتاغون تتكتم على الرقم الحقيقي للقتلى والمصابين الأمريكيين في الحرب على العراق، الذي يتجاوز حالياً 15.000 جندي، في حين أكدت شبكة CBS News أن بمقدورها إثبات ذلك.
وقالت إنه عندما أراد قسم التحقيقات لديها أن يعدّ تقريراً عن عدد المنتحرين في الجيش الأمريكي، وقدم طلباً على أساس قانون «حرية العمل الإعلامي» إلى وزارة الدفاع، تلقى بعد أربعة أشهر وثيقة تقول إنه بين عامي 1995-2007 بلغ عدد المنتحرين 2200 جندياً، من ضمنهم جنود في الخدمة الفعلية.
وقد قامت البنتاغون (وزارة الحرب الأمريكية) بإخفاء الحجم الحقيقي لوباء الانتحار المتفشي في صفوف الجيش الأمريكي لأن التحقيق الشامل في معلومات انتحار الجنود التي جمعت من 45 ولاية، أظهر أنه فقط في عام 2005 كان هناك على الأقل 6256 جندياً منتحراً، من بينهم أولئك الذين خدموا في القوات المسلحة. ويعني هذا 120 شخصاً أسبوعياً في سنة واحدة.
وإذا أضفنا 6256 شخصاً هم المنتحرون في عام 2005 إلى قتلى وإصابات الحرب المسجلين رسمياً والمقدر عددهم بـ 3865 شخصاً، فسنحصل على مجموع 10121.
ومع تقييم أرقام مماثلة للمنتحرين في عامي 2004 و2006 يتضح أن الرقم الإجمالي للقتلى الأمريكيين جراء حرب العراق حسب الأرقام المعلنة تجاوز الآن 15000 جندي من الشباب والشابات في تلك الحرب التي لم تُبرّر حتى الآن منطقياً أو أخلاقياً.