روسيا هي ثامن أكبر ممول لأميركا..

هذا صحيح فأميركا الآن تهدد مموليها، المتسول المغرور سيكون متسولاً جائعاً.
الحكومة الروسية وبغض النظر عن البليونات التي تتصرف بها الشركات الروسية، تملك 65 بليون دولار بصيغة ديون على الحكومة الأمريكية.

الشيء الأكثر وضوحاً أن ما على الحكومة الروسية أن تفعله هو تسييل هذا الدين.
وبغض النظر عن كل شيء آخر فإن «مزاد حرائق» لبيع هذه الحصة سوف يسبب ضغطاً كبيراً للأسفل على الديون الأخرى للولايات المتحدة، وسوف يكلف الولايات المتحدة أكثر بكثير من الـ65 بليون دولار وسيشكك بقدرتها على تدبير مواردها المالية دون زيادة أسعار الفائدة وبالتالي الضغط على عبيدهم أكثر.
هل تستطيع فهم دافعي الضرائب الأمريكيين؟
حكومتكم على وشك أن تجعل حياتكم الصعبة أكثر سوءاً، وخلال الوقت الذي تكبرون فيه لتصبحوا راشدين وتفهموا حقيقة الأمر سيكون الأوان قد فات.
الورقة الأخيرة في جعبة الاقتصاد الروسي هي الورقة الأكثر تدميراً.
هذه الورقة بإمكانها تدمير كامل القطاع المالي الأمريكي وتحويله من مصاب بجراح خطيرة إلى متوفى.
روسيا وهي ثاني أكبر مصدر للنفط وأكبر مصدر للغاز في العالم تستطيع رفض التعامل بالدولار الأمريكي كلياً.
وهذا سيكون السبب في إزالة السبب الوحيد الذي يجعل الدولار الأمريكي عملة الادخار: لبيع وشراء المنتجات النفطية.
كل الزبائن الأوربيين واليابانيين والصينيين والزبائن الآخرين لن يحتاجوا الدولار بعد الآن لذلك سوف يبيعونه.
وسيكون لذلك تأثير حاد على هيمنة الدولار، ومع كل هذه الدولارات التي تفيض عائدة إلى أميركا سوف يكون التضخم في الولايات المتحدة أكبر من أن تستطيع الحكومة الكذب بشأنه.
مع إيران التي ترفض سلفاً وهي ثالث أكبر مصدر، فإن التضخم المتجدد في الولايات المتحدة والذي تسبب به انفجار التضخم سيصيب كل الأمم التي ترتبط عملاتها بالدولار الأمريكي.
ومن بين كل هذه العملات فعملة المملكة العربية السعودية هي المفتاح.
فالمملكة السعودية العربية تواجه تضخماً بنسبة 30 % و العبيد غاضبون لأن سعر الأرز وهو المادة الغذائية الرئيسية قد ازداد أكثر من الضعف.
ما الذي سيحدث إذا تسارع التضخم؟ إما أن تترك الرياض الدولار أو أن تواجه الثورة.
وفي كلتا الحالتين فإن الدولار سوف يفقد ملاذه الأخير ومكانته كعملة ادخار.
ومع هذه الضربة سوف يرحل آخر ما تبقى من أميركا الاقتصاد والإمبراطورية.
لهذا فعندما يتشدق السياسيون ويتخذون خطوات حرب التجارة، لربما من الأفضل لهم أن يتوقفوا ولو لمرة واحدة في حياتهم ويجروا الحسابات الرياضية التي يجب أن يجريها الخاسر الحقيقي.