تطبيع «ديني».. «عاهل» السعودية يدعو لـ«حوار بناء» مع «اليهود»..
دعا الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز إلى «حوار بناء» بين الإسلام والأديان الأخرى وذلك لدى افتتاحه يوم الأربعاء 16/7/2008 في العاصمة الأسبانية مدريد مؤتمراً دولياً للحوار بين الأديان، بعنوان «المؤتمر العالمي حول الحوار».
ويشارك الأمين العام لما يسمى بالمؤتمر اليهودي العالمي، مايكل شنايدر، في المؤتمر المذكور، الذي كان قد دعا إليه العاهل السعودي في آذار الماضي، وكذلك نحو 200 شخصية بينهم ممثلون للإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية.
وقال عبد الله خلال خطاب ألقاه في قصر باردو بمدريد «إننا جميعا نؤمن برب واحد، ونحن نجتمع اليوم لنؤكد أن الأديان التي أرادها الله لإسعاد البشر يجب أن تكون وسيلة لسعادتهم».
وأضاف «علينا أن نعلن للعالم أن الاختلاف لا ينبغي أن يؤدي إلى النزاع والصراع. ونقول إن المآسي التي مرت في تاريخ البشر لم تكن بسبب الأديان. ولكن بسبب التطرف الذي ابتلي به بعض أتباع كل دين سماوي».
ورحب «المؤتمر اليهودي العالمي» بهذه المبادرة، وعلق رئيسه رونالد لودر على فكرة المؤتمر بالقول إنه «من واجب الزعماء الروحيين العمل معا لإعادة الاحترام للقيم الأخلاقية وتفادي صراع الحضارات».
من جهته قال الحاخام الإسرائيلي، ديفيد روزن إن السعودية دعته بدوره إلى المؤتمر، معتبراً أن هذه المبادرة تمثل «خطوة تاريخية من جانبها (السعودية)».
غير أن روزن حذر من أن ذلك قد لا يكون «أكثر من محاولة سعودية لتجميل صورتها وصورة الإسلام»، في وجه ما سماه «الانتقادات المتعلقة بهجمات 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة».
وأبدى الفاتيكان اهتماماً «إيجابياً جداً» بمبادرة الملك عبد الله الذي يحقق عبر هذا المؤتمر «عملاً شجاعاً كبيراً»، على حد قول المسؤول عن الحوار مع الإسلام في الفاتيكان الكاردينال توران.
وفي سياق التحليلات، اعتبرت صحيفة «ال باييس» الأسبانية أن اختيار مدريد يشكل «محاولة لتفادي نقاش فعلي في المملكة السعودية»، معتبرة أن أياً من المتحدثين في المؤتمر من غير المسلمين «سيعجز عن ممارسة ديانته».
والسعودية هي البلد العربي الوحيد الذي يحظر أي ممارسة للشعائر الدينية غير الإسلامية على أراضيه.