صحف أمريكية تتساءل: هل تتكرر تجربة سقوط الشاه في تركيا؟
مالك موصللي مالك موصللي

صحف أمريكية تتساءل: هل تتكرر تجربة سقوط الشاه في تركيا؟

في 4/آب الحالي، تساءل تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» تحت عنوان: «موقف تركيا الجديدة نحو الولايات المتحدة»: «ماذا تستطيع أن تفعل مع حليف حيوي ينحرف بعيداً عن المعايير الديمقراطية؟».

وتابع تقرير الصحيفة: «يقول مسؤولون أميركيون إنهم بدأوا بدراسة خيارات يستطيع حلف شمال الأطلسي يوماً ما اتخاذ قرار بشأنها، مثل هذه الإجراءات لم تحدد بعد للرد على السلوك غير الديمقراطي. ذكر مثل هذه الإجراءات من قبل حلف شمال الأطلسي من المرجح أن يثير غضب أردوغان. ولكن من الصعب أن تكون تركيا حليفاً موثوقاً به من قبل الغرب إذا كان لديها مبادئ وممارسات على خلاف الغرب، أو كيف يمكن لبلد أن يضمن تطوره المستمر وأمنه من دون حلف شمال الأطلسي باعتباره مرتكزاً  لتطوره وأمنه»..!

وأضاف التقرير: «لكن، هل يمكن الوثوق بالولايات المتحدة بعد اكتشاف أدلة واقعية حول الروابط بين الدبلوماسيين الأميركيين ومنظمي الانقلاب؟ وماذا عن السيد غولن، الذي لا يزال في الولايات المتحدة ولم يتم تسليمه إلى تركيا؟»

في الوقت ذاته، تقول صحيفة «فاينانشال تايمز» إن: «روسيا سوف تستفيد كثيراً من وجود حليف في حلف شمال الأطلسي، وهذا من شأنه أن يساعد روسيا على نطاق أوسع وبشكل أفضل من رؤية الناتو كعدو يطوقها». في الواقع، روسيا يمكن أن تتعاون حقاً مع عدد من أعضاء حلف شمال الأطلسي طالما ليس هناك استفزازات قرب الحدود الروسية، مثل جورجيا في عام 2008، أو أوكرانيا في عام 2014.

ولكن هناك موضوع أكثر تحديداً يثير المزيد من الاهتمام في الولايات المتحدة أكثر من الاتحاد الأوروبي: «ما الذي سيحدث مع الأسلحة النووية الأمريكية الموجودة لدى الجيش التركي في قاعدة إنجرليك الجوية؟ حوالي 50 قنبلة من نوع B61 لا تزال مخزنة هناك، ويشعر بعض الخبراء والسياسيين بالانزعاج من هذه المسألة».

طرحت صحيفة «لوس أنجلس تايمز» الأسبوع الماضي النقاش حول ضرورة سحب هذه الأسلحة النووية الأميركية من تركيا. ويقدم كاتب المقال مثالاً حول الثورة الإسلامية في طهران، عندما تم الاستيلاء على السفارة الأمريكية، وتطرح الأسئلة التالية: «ماذا يحدث عندما تهاجم حشود من القوميين الأتراك قاعدة إنجرليك التركية؟ كيف تكون عندها هذه الأسلحة الأمريكية آمنة؟ ما الذي يجب على البيت الأبيض فعله؟ لقد ولدت هذه التساؤلات سلسلة من ردود الفعل».

والأكيد بعد هذا الاستعراض أن السياسيين الأتراك على مختلف مشاربهم يطالعون هذه الآراء والتحليلات، وسيتفكرون، إن كانوا وطنيين أتراكاً حقاً، في العمل المطلوب منهم إزائها..!