تحرير «بيتانكور» والإبادة الصامتة في كولومبيا
ا له من انتصار للبرجوازيات الغربية! واحدةٌ من مواطنيها جرى تحريرها. إنغريد بيتانكور حرةٌ وستتمكن الآن من الطموح إلى ترؤّس كولومبيا.
ماذا عن الرهائن الآخرين الذين تمّ تحريرهم؟ من هم؟ ما الذي فعلوه قبل اختطافهم؟ ما هي المهمة التي كان من المفترض أن يؤدّوها ضدّ «فارك»؟ صمتٌ مطبق!! صمتٌ أيضاً حول العواقب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لتطبيق «خطّة كولومبيا» التي موّلتها الولايات المتحدة بسخاء، خطةٌ للقضاء على السكان المدنيين الذين لا يتعاونون مع الحكومة القائمة... إبادةٌ صامتة!
تدفع التقارير التي تتناقلها الصحافة الغربية إلى الاعتقاد بأنّ الجيش الكولومبي قد أنجز عملاً إنسانياً غير مسبوق.لم يذكر أيٌّ منها شيئاً عن عمليات الإعدام والقتل التي ارتكبها هذا الجيش في العقود المنصرمة بالتعاون مع سلسلة من الفصائل شبه العسكرية.
ينبغي النظر إلى مجمل الوضع الجيوسياسي في كولومبيا قبل مديح مهارات الجيش وبالأحرى التساؤل حول الدور الحقيقي الذي يلعبه في هذا البلد، أي ضمان المصالح الأجنبية والأمريكية، خاصةً في هذا الفضاء المزوّد بموارد طبيعية تتنافس عليها الشركات عابرة القومية ورجال الأعمال المهتمون بالزراعة. كما أنّه يحضّر نفسه لتحرير فنزويلا بأمرة «القيادة الجنوبية» (العسكرية الأمريكية). علينا ألا ننسى الحقيقة التالية: كولومبيا ليست سوى امتداد «للإمبراطورية الأمريكية» في أمريكا الجنوبية وتتلخّص مهمة حكومة أوريبي في تسهيل مهمّة رأس المال الكبير كي تتراكم الأرباح دون حدود.
• جول دوفور أستاذ في جامعة كيبيك/ كندا