فرق موت وكالة الـ CIA تستمر بالقتل في أفغانستان
أصدر المحقّق في الأمم المتحدة فيليب ألستون، تقريراً تمهيدياً أشار فيه إلى الارتفاع الكبير في عدد وفيات المدنيين في أفغانستان، والتي تحدث في أغلب الأحيان على أيدي وحدات غير نظامية تقودها وكالة المخابرات المركزية أو وكالات مخابرات أجنبية أخرى.
المحقق، وهو أستاذ في جامعة نيويورك، يقدم في تقريره لمحة جزئية عن الأعمال غير الشرعية لوكالات الاستخبارات وقوات الاحتلال والشرطة الأفغانية، في قمعها لمعارضي الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة والحكومة التي تدعمها.
ركز ألستون على حالات قتل المدنيين التي ترتكبها الولايات المتحدة والقوات العسكرية الدولية الأخرى، مستشهداًً بـ200 حالة وفاة مسجلة في الشهور الأربعة الأولى من العام 2008. غير أنّ هذا الرقم يستند إلى جداول الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، ولا ريب أنه أقلّ بكثير من الرقم الحقيقي.
استشهد التقرير ببضع حوادث كأمثلة على حالات قتل غير قانونية. وقد وجد ألستون أنّ الضحايا «معروفون على نطاق واسع، حتى لدى مسؤولين حكوميين، بعدم وجود أية صلة لهم بالطالبان، وكانت ظروف موتهم مريبة. وفضلاً عن عدم تمكني من مقابلة أيّ قائد عسكري دولي لمعرفة روايته لما حدث، لم أكن قادراً على الحصول على اعتراف أيّ قائد عسكري دولي بتورط جنوده».
كما كتب ألستون عن أعمال الشرطة الأفغانية: «يعملون ليس كمنفذين للقانون والنظام، بل كمروجين لمصالح قبيلة أو قائد معين». وقد استشهد بحادثة ذبحت فيها الشرطة الأفغانية مجموعةً من قبيلة منافسة. ولم تجر الحكومة أو قوات الاحتلال أي تحقيق. في حادثة أخرى، قتلت الشرطة تسعة متظاهرين عزلاً وجرحت 42 آخرين في شيبرغان في آيار2007.
حقيقة تورط وكالة المخابرات المركزية في العمليات العسكرية السريّة في أفغانستان ليست جديدةً ولا مفاجئة. فمنذ السبعينات، طورت وكالة المخابرات المركزية صلاتها مع أقسام من السكان الأفغان، وخاصة مع عناصر إسلامية أصولية، في محاولة لتقويض الحكومة المدعومة من السوفييت. لاحقاً، ساهمت وكالة المخابرات المركزية في تنمية الروابط مع أمراء الحرب المناهضين للطالبان والموجودين قبل الغزو والاحتلال في 2001.
■ ترجمة قاسيون