كذبة أول نيسان..

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو في خطاب توليه رئاسة الحكومة الجديدة في جمهورية إسرائيل الاشتراكية الشعبية الديمقراطية أنه يتطلع لإقامة سلام دائم وشامل قائم على الاحترام المتبادل للشرعية الدولية وحقوق الشعوب التاريخية، وفي مقدمتها حقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، بما يمهد لبناء أوطد العلاقات مع كل دول الجوار بما فيها جمهورية فلسطين المستقلة، مثلما يتطلع لإعادة الجولان دون قيد أو شرط إلى وطنها الأم سورية، وكذلك لحل ما وصفه بسوء الفهم مع إيران، وعرض استعداده ووزير خارجيته الجديد، المعتدل افيغدور ليبرمان، للتوسط شخصياً بين طهران من جهة والولايات المتحدة وأوربا من جهة أخرى اللتين لا تفهمان طموحات إيران المشروعة.

وقدم نتنياهو في الوقت ذاته اعتذاره للشعب الفلسطيني واللبناني والسوري والمصري والعراقي الخ... عن كل الماضي الاستعماري الإحلالي الإجرامي الاستيطاني متعهداً بالتوقف عن أي شكل جديد له، وبالتحديد عن أي سعي يعبر عن عقدة نقص مرضية مستجدة لدى من وصفهم بالإسرائيليين للتعويض عن الهزائم التي باتت متلاحقة بوتيرة سريعة مؤخراً وليس آخرها غزة في أوائل العام الجاري.

وقال نتنياهو في إشارة انتقادية إلى أولمرت «إذا كان سلفي سعى إلى خوض مغامرة في غزة تعويضاً عن هزيمته العسكرية والسياسية في لبنان 2006 فأنا لست من شاكلته» مستدركاً «مو كل أصابيعك مثل بعضها.. كما يقول جيراننا السوريون الذين يبغضوننا رغم محبتنا لهم».

وفي التفاصيل المفاجئة خلال الخطاب الذي وصف بالانقلابي أمام الكنيست أعلن نتنياهو عن فتح باب تسجيل أسماء كل اللاجئين والنازحين والمهجرين الفلسطينيين للعودة إلى ديارهم، مشيراً إلى أنه أوعز للبلديات الإسرائيلية المعنية بالتوقف عن سرقة المياه العربية، وبتفكيك كل المستوطنات فوراً وإعادة زراعة أشجار الزيتون والبرتقال الفلسطينية الشهيرة بخوابيها وبياراتها وكذلك وضع خطة تدريجية على امتداد شهر واحد فقط لهدم وإزالة ما قال إنه جدار العار في جبين الديمقراطية الإسرائيلية.

كما أعلن نتنياهو عن استغرابه وإدانته للإجراءات التي اتخذتها حكومة سلفه، إيهود أولمرت، تجاه قطاع غزة، متهماً إياه بالغطرسة والعنصرية الشوفينية وقصر النظر السياسي، قائلاً إنه سيرفع الحصار عن القطاع فوراً وسيسمح بدخول كل ما من شأنه الحفاظ على حياة الغزاويين بغذائهم ودوائهم ووقودهم وكراماتهم الإنسانية وحقهم في الدفاع عن النفس وإحساسهم بالسيادة الوطنية الفلسطينية، وأنه من أجل هذا الهدف سيدخل في محادثات مباشرة لترطيب الأجواء مع حكومة حماس المنتخبة ديمقراطياً ومع كل فلسطيني أساء له بأي شكل من الأشكال أي إسرائيلي يوماً، سواء كان جندياً أم مستوطناً...      

وجاء خطاب نتنياهو غداة إغلاق إسرائيل التحقيق في تقارير مغرضة «زعمت» أن جنوداً شاركوا في تأديب قطاع غزة مؤخراً قد قتلوا مدنيين عمداً، وذلك بعدما توصلت إسرائيل إلى أن هذه التقارير «مبنية على إشاعة ولا تستند إلى معلومات شخصية محددة».

كذاب عربي دولي@kassioun.org ■