زيارة نتنياهو.. وإرجاء روسيا تنفيذ صفقة صواريخ مع طهران
الحرب بين روسيا وجورجيا والتي كانت مدعومة معنويا وعسكرياً وسياسياً وعلى كافة الصعد من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي، ثم استكمال الولايات المتحدة في الوقت نفسه نصب شبكة صواريخها في بولندا مهددة روسيا، كل ذلك عجل من بحث روسيا عن مكان موجع ترد من خلاله على الضربتين السابقتين.
ضربة الدب الروسي جاءت في تأكيد روسيا توريد صواريخ أس - 300 لإيران، وهي صفقة قديمة تعثرت كثيراً حتى جاءت البيئة الإقليمية الحالية لترفع الحرج عن موسكو لتبر بوعدها لإيران.
منع إتمام الصفقة
ومنذ الإعلان الروسي، يمارس المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون ضغوطاً مكثفة من أجل منع إتمام صفقة بيع إيران نظاما لصواريخ أرض جو من طراز إس - 300، والتي تعتبر أهم الموضوعات تأثيراً في العلاقات الروسية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط منذ سنوات وحتى اليوم. إلا أن طهران تؤكد لروسيا أن مستقبل العلاقات الثنائية بينهما على الصعيد الأمني يتوقف على هذه الصفقة. ومازال صانعو السياسة في روسيا يلعبون فوق كل الحبال الممكنة مع إيران والغرب من أجل مصلحتهم إلا أن الإيرانيين يهددون بشراء النسخة الصينية من نظام الصواريخ إس-300 مما من شأنه أن يقوض موازنات الدبلوماسية الروسية. (وحتى بصناعة نموذجهم الخاص).
شد وجذب
ولاتزال الولايات المتحدة و«إسرائيل» من جهة وطهران من جهة أخرى في حالة من الشد والجذب مع موسكو حول الصواريخ «إس- 300». ومازال المسؤولون الروس بصدد تقدير الخسائر والمكاسب التي يمكن أن تعود عليهم من المضي قدماً في هذه الصفقة، من حيث انعكاساتها على العلاقات مع إيران والولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، كما أنهم يدرسون قيمة تنفيذ هذه الصفقة بالنسبة لصناعة الدفاع الروسية، في الوقت الذي يقدم فيه الصينيون عرضهم.
مشكلات فنية
حسابات الربح والخسارة الروسية وكأنها حسمت بين ليلة وضحاها، فبعد أيام من زيارة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي إلى موسكو أعلنت روسيا، إرجاء تسليم أنظمة (اس ـ300) المضادة للصواريخ لإيران «بسبب مشكلات تقنية»!!
الدب وبيت العنكبوت
وهنا تبرز إلى ذهن أي متابع للأحداث أسئلة وشكوك حول دور نتنياهو في إلغاء الصفقة أو على الأقل تأجيلها. فربما تمكنت أصابع الدبلوماسية الناعمة لنتنياهو من التغلب على الدب الروسي وإدخاله إلى شرك بيت العنكبوت الواهن ومنعته من إكمال الصفقة المتفق عليها.
جورجيا مقابل إيران
وتكهنت وسائل إعلام روسية بأن «إسرائيل» قد توافق على وقف بيع أسلحة لجورجيا عدوة روسيا، مقابل موافقة روسيا على وقف صفقة بيع اس-300 إلى إيران. ولم ينف نتانياهو وجود مثل هذه الصفقة في مقابلة نشرتها صحيفة «كوميرسانت» الروسية. وقال نتانياهو رداً على سؤال حول جورجيا «حين يتعلق الأمر ببيع الأسلحة، نأخذ على الدوام بالاعتبار قلق كل الأطراف ونتوقع من روسيا أن تقوم بالشيء نفسه، أن تتصرف لمصلحة الاستقرار في مناطق مضطربة».
قبل الزيارة
وما يزيد الشكوك أكثر، أن روسيا استبقت زيارة نتنياهو، بالقول بلسان فلاديمير نازاروف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي إن روسيا وقعت عقداً وعليها الوفاء به، قبل أن يضيف إن «هذه الصفقة لا تحظرها أي عقوبات دولية لأن الأمر يتعلق بتسليم سلاح دفاعي حصراً».
تأكيد نتنياهو
(وجاء) إعلان نتنياهو لمرافقيه في ختام زيارته إلى موسكو إنه نجح في إقناع قادة روسيا بأن لا يزودوا إيران أو سورية بالصاروخ الحديث (إس ـ300) القادر على إسقاط أحدث الطائرات الهجومية في العالم.
يذكر ان نتنياهو اجتمع مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، ومن ثم مع الرئيس ديمتري مدفيديف، وقال في نهاية اللقاءين إنه استمع إلى «لهجة حازمة» ضد إيران لم يستمع إليها من قبل، وإنه يثق في أنهما لن يساعدا إيران على التسلح النووي.(..)
تعزيز قدرات إيران
رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية الروسي الجنرال ليونيد ايفاشوف قال «إن تزويد إيران المحتمل ببطاريات الصواريخ المضادة للجو من طراز (س - 300) من الممكن أن تعزز القدرات الدفاعية الإيرانية في حال تعرضت لضربات عسكرية محتملة من الولايات المتحدة وإسرائيل». وأضاف ايفاشوف «من الضروري أن تحصل إيران على أكبر قدر من الأسلحة الدفاعية بما في ذلك الدفاعات الجوية لحماية نفسها في الوقت الحاضر». وأشار الخبير العسكري، إلى أن «الخسائر التي ستلحق بأمريكا و«إسرائيل» في حال قيامهما بهجوم عسكري بالطائرات على إيران ستكون غير محتملة بالنسبة لهما».(..)
■ مقاطع مطولة نقلاً عن موقع المنار