يصطفون وراء اللوبي الإسرائيلي تلويحاً بمواجهة مع إيران المحافظون الجُّدد يتّهمون أوباما بخيانة «إسرائيل»
شن «اللوبي الإسرائيلي» في الولايات المتحدة حملة مكثفة للدفاع عن «إسرائيل» في مواجهة الإدانات العالمية التي أثارها عدوانها المسلح على «أسطول الحرية» في مياه دولية، فاصطف المحافظون الجدد وراءهم ليتهموا الرئيس باراك أوباما بخيانة «الدولة العبرية».
وصرح ابراهام فوكسمان، مدير «رابطة مكافحة التشنيع»، في الثاني من حزيران، أن «المجتمع الدولي منخرط الآن في سباق منحاز للحكم ضد إسرائيل و«خنقها» دبلوماسياً وبصورة خارجة عن القانون، فحان الوقت لكي تقف الولايات المتحدة بحزم مع الدولة العبرية وشعبها».
وأضاف «على الولايات المتحدة أن تبرهن للعالم على أنها لا تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن حدودها ومواطنيها ضد الإرهاب فحسب، بل وأيضا حق إسرائيل في حماية نفسها من أناس يزعمون أنهم «ناشطون إنسانيون» في موكب تحت ستار المساعدات الإنسانية، في وقت يؤيدون فيه حماس ويهجمون بعنف على قوات عسكرية إسرائيلية»..!
وعلى الرغم من أن المتحدث باسم «رئيس الوزراء الإسرائيلي» أعرب علناً عن امتنان «بلاده» للجهود التي بذلتها واشنطن «لتمييع» البيان الرئاسي من مجلس الأمن، إلا أن «الجناح المتشدد» من المحافظين الجدد اشتكى بمرارة مما يعتبره خيانة الرئيس أوباما لـ«إسرائيل»، حليفة الولايات المتحدة الحميمة، بعدم استخدامه حق فيتو على ذلك البيان.
فكتب اليوت ابرامز، مساعد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش لشؤون الشرق الأوسط، في مقال بعنوان «الانضمام للثعالب»، قائلاً «لماذا وافقنا على بيان رئيس (مجلس الأمن).. البيت الأبيض لم يرغب في الوقوف إلي جانب إسرائيل ضد هذه الغوغاء (إدانة أعضاء بمجلس الأمن للهجوم الإسرائيلي) لأنه ليس لديه سياسة تضامن مع إسرائيل».
وأكد مستشار الرئيس السابق الذي انضم لمجلس العلاقات الخارجية، في مقاله الذي نشرته صحيفة «weeklystandard.com» للمحافظين الجدد، أنه «كان من السهل وقف هذه الغوغاء لو أراد البيت الأبيض»... !
كذلك فقد ذهب بعض المحافظين الجدد، المعروفين بتحالفهم عالمياً مع حزب ليكود الإسرائيلي، إلى حد التنويه بأن «فشل» أوباما في الدفاع عن «إسرائيل» من دون شرط في وقت المحنة، قد يحمل الدولة اليهودية إلى اتخاذ مواقف أكثر عدوانية في المستقبل.
فحذر مايكل روبين من «معهد امريكان انتربرايز»، أنه لو قرر أوباما أن من مصلحة الولايات المتحدة «انتهاز» «حادث» أسطول غزة من أجل كسب الود في القاهرة وبيروت وطهران وأنقرة، فعليه أن يدرك أيضاً أن القيادة في القدس سوف تستنتج أنها لا يمكنها أن تثق في الولايات المتحدة لحماية أمنها، وأنها بالتالي يجب أن تأخذ الأمور بأيديها في أي قضية كانت، ليس أقلها (شأناً) برنامج إيران النووي».
وأضاف في «ناشيونال ريفيو أون لاين»: في الواقع إذا كان البيت الأبيض قد قرر الانهيال على إسرائيل الآن، فسيعني ذلك إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لضرب إيران».
ولقي هذا التهديد أصداءً له في افتتاحية نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الموالية للمحافظين الجدد. فقال فيها كاتبها رونين بيرغمان- من صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية- إن العملية في حد ذاتها كانت «مجردة من المسؤولية» وتدل على أن «عقلية الحصار» المبنية على أساس الاعتقاد بأن الرأي العام العالمي معاد «للدولة اليهودية» بما لا رجعة فيه وقد هيمن ذلك على «البلاد» وعلى نخبتها الحاكمة.
وأشار بيرغمان إلى البرنامج النووي الإيراني، قائلاً إن «مثل هذه العقلية غير الصحية مثيرة للقلق العميق فلدى هذا البلد المتعب والمعزول ذاتياً الوسائل لشن ضربة وقائية وعقابية على أعدائها، بما في ذلك طرق قد لا يكون هناك عودة منها واقعياً».
كما ركز المحافظون الجدد على التحذير من عواقب أي ابتعاد عن الموقف الإسرائيلي من الإدارة الأمريكية، فيما روج اللوبي الإسرائيلي وأصدقاؤه في الكونغرس الأمريكي للرواية الإسرائيلية عن «حادث» أسطول الحرية والقول إنه كان على مسافة 100 كيلومتر من سواحل غزة.
وشددوا على رواية أن ما فعلته «القوات الإسرائيلية» هو الدفاع عن النفس من اعتداء المسافرين عليها بالقضبان الحديدية والخناجر وغيرها من الأسلحة.
وانضمت منظمة «مشروع إسرائيل»، إحدى الجماعات الصهيونية اليمينية، لهذه الحملة بإرسال رسائل بالبريد الإلكتروني للبرلمانيين ووسائل الإعلام، للمناداة بمساندة «إسرائيل».
(آي بي إس)