واشنطن تعاود العزف على «النووي السوري»
بعد نحو أسبوع لا أكثر على نفي كبير المفتشين السابقين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود مفاعل نووي سوري، قال السفير الأمريكي لدى الوكالة المذكورة غلين دافيس إنه من المحتمل أن تقوم الوكالة بتحقيق نووي خاص للإجابة «عن بعض الشكوك التي تحوم حول أنشطة دمشق النووية» مضيفاً في تهويل أمريكي ثنائي الاتجاه أن بلاده بحاجة إلى «أن نبقي تركيزنا الكبير على إيران، مع ذلك يجب أيضاً أن نبقى ملتفين في اتجاه سورية (..) التي تفضل أن تبقى بعيدة عن أية عقوبات كي لا نتمكن من معرفة ما تقوم به».
وأوضح دافيس أن عدداً من الدول الأعضاء بالوكالة الدولية على مستوى «مجلس الحكماء»، يدعمون اللجوء إلى هذه الوسيلة.
وبالتزامن مع التصعيد المطرد في المنطقة أشار تقرير صدر مؤخراً عن الوكالة أن جزيئات من اليورانيوم وجدت في صحراء دير الزور، و«هو ما يشير إلى احتمال وجود أنشطة نووية»، على الرغم من تأكيدات المسؤولين السوريين المعنيين أن الموقع الذي اعتدت عليه الطائرات الصهيونية في أيلول 2007 كان منشأة مدنية، وأن آثار اليورانيوم ناجمة عن ذخائر استخدمها الكيان الإسرائيلي عند قصف الموقع، علماً بأن سورية دعت لتبني بروتوكول إضافي للوكالة الذرية يسمح لمفتشي الوكالة بإجراء عمليات تفتيش مباغتة وشاملة لكل منشآتها النووية، وغيرها في المنطقة، وهي سمحت لمفتشي الوكالة بزيارة موقع دير الزور في حزيران 2008، ولم تعد ترى سبباً إضافياً للسماح لهم «باستمراء» الحالة. غير أن «المسؤول» الأميركي عاد الآن للقول «لا يمكننا تأجيل إجراء التحقيق.. على الوكالة أن تقوم بمهامها وأن تحصل على الإجابات»!!! وكان د.يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقاً أكد أنه لا يوجد مفاعل نووي سوري، واصفاً ما يتردد في هذا الشأن بأنه إشاعة وأكذوبة إسرائيلية واضحة. وأشار أبوشادي في أثناء مناقشة كتابه الجديد حقيقة المفاعل النووي السوري بدار سفير القاهرية للنشر في 25-7-2010 إلى أنه «لا توجد دولة يمر عليها سبع مرات من مجلس المحافظين في الوكالة الدولية ولا يحول ملفها إلى مجلس الأمن، وإذا كانت سورية متهمة فلماذا لم يتم إحالتها إلى مجلس الأمن، ذلك لأنه لا يوجد مفاعل نووي في سورية وهي قضية مزيفة».
وأضاف أبوشادى أن أهمية نشر الكتاب ترجع إلى 24 نيسان 2008 عندما انتشرت معلومات تقول إن المخابرات الأمريكية عرضت على الرئيس الأمريكي قيام «إسرائيل» بعملية ضرب لمبنى في سورية يحتوي على مفاعل نووي كان على وشك التشغيل وهذا المفاعل يتكون من (يورانيوم طبيعي وجرافيت)، وكان هذا بداية خلافي مع الوكالة.
وأكد د.أبو شادي أن سورية وافقت على تفتيش موقع المفاعل من خلال وفد من الوكالة، محذراً من «معلومات مغلوطة قدمها الوفد، والذي سبب مشاكل إلى يومنا هذا، والملف السوري يجب أن يغلق».