بروفات الكيان.. تبدأ من السودان

رسائل متعددة مصر وإيران والعرب  صاحبت الطائرات ال»اسرائيلية» التى دخلت الخرطوم لقصف مجمع اليرموك للصناعات العسكرية .

لم تعلن «إسرائيل» أو تنفي صلتها بالهجوم، لكن مجلة الصندي تايمز في عددها الصادر يوم الأحد 26 تشرين الأول أكدت أن معلومات دقيقه لديها تفيد بأن طائرات تابعه لسلاح الجو «الاسرائيلي» هي التى نفذت الهجوم، و كتبت الصحيفة: « قامت ثماني مقاتلات متعددة المهام من طراز (f-15 i) في ساعات الصباح من يوم 24 تشرين الأول بإنزال ضربة بمجمع اليرموك العسكري  بقنبلتين وزن الواحدة يبلغ طناً».  وفقاً لتقديرات الخبراء العسكريين الأوربيين قضت الطائرات الإسرائيلية في إطار العملية 4 ساعات في الجو قطعت خلالها مسافة 1900 كم، ووفقاً لمعلومات فإن المقاتلات قامت بالطيران فوق البحر الأحمر  ودخلت المجال الجوي للسودان من الشرق حتى تتفادى الوقوع في مرمى منظومة الدفاع الجويه المصريه  وبالقرب المباشر من الحدود السودانية قامت المقاتلات بالتزود بالوقود في الجو في الوقت ذاته قامت طائرة من نوع (gulf steam g550) بالتشويش على رادارات مضادات الطيران السودانية لتأمين نجاح عالي للعمليه.

تتحدث معظم التحليلات العسكرية والسياسية على أن «اسرائيل»  قد أجرت بروفه لعملية عسكرية محتملة ضد إيران بحكم تساوي المسافه تقربياً بين السودان وإيران بالنسبه ل»اسرائيل»  لكن السؤال المطروح هنا هل  تتطابق ظروف الهجوم على السودان مع ظروف ضربة عسكرية لإيران؟!

 إن تقديم تشابهه المسافه غير كافي لإجراء بروفه فإيران تمتلك تراسانات من المضادات الجويه الحديثة والمتطورة ومئات الطائرات وقوات ردع، إضافة لإمكانية قصف منشآت حيويه للعدو في الخليج العربي ناهيك عن الدعم الروسي -الصيني وكل هذه المقومات لاتمتلكها السودان الذي بدا وكأنه الحلقة الأضعف.

 

الرسائل الموجهة على خليفة الضربة العسكرية للسودان

رسالة للداخل ال»اسرائيلي» :في السادس من شهر أيلول 2012 وفي استطلاع للرأى أجراه المعهد ال»اسرائيلي» للديمقراطية رأى :  أن ثقة ال»إسرائيلين» بجيشهم  تبلغ 85% هذة الثقة لم تدم طويلاً إلى أن جاءت عملية «أيوب» النوعية هذه العملية أطاحت بقائد القوات الجوية الاسرائيلي العميد دورون غييس بعد خدمة لمدة ثلاثة عقود في سلاح الجو وهنا كانت العملية لرفع معنويات الداخل ولاستعادة الثقة والتوازن على مستوى الجبهة الداخلية.

2- الرسالة الموجهة للمقاومة في فلسطين ولبنان : أرادت «اسرائيل» تدمير المصنع كونه يزود المقاومات بالذخائر والأسلحة  وخشية أن يزودها بمضادات دفاعية للطائرات بعد أن أكدت صحيفة التايمز اللندنية في عددها في 24 تشرين الاول 2012 أن الوثائق التي تم الحصول عليها بعد عملية اغتيال القيادي بحماس خالد المبحوح تؤكد أن إيران قد وقعت عقدا لتطوير هذا المعمل .

3- رسالة لإيران: الخبير العسكري في جريدة هآرتس رون بن يشاى : «يقول بأن الإيرانيين قد استخفوا  لغاية الآن بالتهديدات الإسرائيلية  وهم لا يصدقون أو لم يصدقوا بأن «اسرائيل» قادرة على تنفيذ هجوم على منشآتهم الذرية والآن على ضوء الهجمات على السودان عليهم أن يعلموا أن «اسرائيل» قادرة على ذلك».

4- رسالة إلى مصر: لا شك أن استهداف السودان هو استهداف للأمن القومي المصري وضرب المعمل السوداني هو رسالة للجيش في مصر  وللحكام الجدد ، جاءت هذه الرسالة على خلفية تحركات الجيش المصري في سيناء ومطالبة الشعب المصري لحكومته الجديدة بإلغاء أو تعديل اتفاقية كامب ديفيد ورسالة واضحة وللأسف لم يصدر أي رد فعل مصري على مستوى التحدي ال»إسرائيلي»  والعدوان على بلد شقيق إذ يمثل السودان العمق الاستراتيجي الجنوبي لمصر.

وغني عن التذكير الأطماع ال»إسرائيلية « في مياه النيل التى تتجدد باستمرار حيث يستغل الصهانية أزمات دول المنبع والمصب ويأمل الكيان  بإقناع مصر بتحويل 1% من مياه النيل لروي صحراء النقب بعد أن فشلت بذلك خلال مفاوضات كامب ديفيد .

5-  رسالة للسودان: لاينبغي التقليل من استهداف «اسرائيل» لقدرات السودان العسكرية لمصلحة حليفتها دولة جنوب السودان  فقد دمرت «اسرائيل» 60% كلياً من المعمل  و40% جزئياً ،  وخاصة أن دولة جنوب السودان تحاول الاستيلاء على مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق وضمها بقوة السلاح لدولة جنوب السودان  إضافة لكون المصنع يعمل في ظل العقوبات الدولية المفروضة على السودان ويقوم بإنتاج السلاح لمواجهة أعداء السودان .

6- رسالة دعم لجنوب السودان: كانت «اسرائيل» من أوائل الدول التى اعترفت بدولة جنوب السودان في كانون الأول عام 2011  و«اسرائيل» التى تستثمر بالزراعة والنفط في دولة الجنوب لا تريد أي مقاومة من الشمال وتريد المزيد من المناطق النفطية بغية استثماره خاصة أن الشمال لا يسمح للشركات الإسرائيلية بالاستثمار على أراضيه.

الكيان الصهيوني الذي وُضع كشرطي في المنطقة لاستمرار النفوذ الامبريالي العالمي تحاول تنفيذ المهمات المطلوبة منها في ظل المنافسة الشديدة من قبل كل من قطر والسعودية وتركيا على لعب هذا الدور  و»اسرائيل» من خلال هذه العملية  وكل عملياتها ضد شعوب المنطقة تحاول إقناع الغرب الاستعماري أنها مازالت صالحة وأنها ليست عبئاً على هذه الدول وأنها تشكل مخرجاً للأزمة الرأسمالية العالمية من خلال إشعالها الحروب.