«إخوان» السودان.. فصل جديد من التطبيع
مشهد «جديد» من مشاهد الإفصاح «الإخواني» عن حقيقة السياسات الاقتصادية الاجتماعية والوطنية التي يجهد التنظيم لتطبيقها في عدد من دول المنطقة. إذ أنه، مدفوعاً من داعميه الإقليميين، أطلق نظام «الإخوان» السوادني إشارات عدة على استعداده للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
استحوذت دعوة أطلقتها أحزاب في مؤتمر «الحوار الوطني السوداني»، بإقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني على اهتمام المجالس السياسية والاجتماعية والإعلامية في السودان بين من يرفض مبدأ الحديث عن تلك العلاقة، ومن حاول تمرير ذلك وتوريته بطرق عدة.
في هذا السياق، أكد النائب الأول للرئيس السوداني، بكري حسن صالح، خلال اجتماع «لجنة العلاقات الخارجية» في مؤتمر الحوار السوداني، أن «السياسة الخارجية للخرطوم ترتكز على تبادل المصالح المشتركة مع الدول»، مطالباً بمواكبة «التغيرات الدولية، وإدارة العمل الدبلوماسي باحترافية، مع الأخذ في الاعتبار التوجهات العامة للبلاد».
كما ويشير البعض إلى استقبال الحكومة خلال الفترة الماضية رئيسة جمعية «الصداقة مع «إسرائيل»»، تراجي مصطفى، وعقد لقاءات معها على مستوى الرئيس السوداني، عمر البشير، والأمين العام لحزب «المؤتمر الشعبي الإسلامي»، حسن الترابي.
ولم يكن آخر المنضمين إلى قافلة المطالبين بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، الذي أكد في حديث صحافي أن بلاده «لا تمانع في دراسة إمكانية التطبيع مع «إسرائيل»»، وأن السودان «لا يرهن علاقته بدولة على حساب أخرى».
ورغم أن هذه الدعوات فتحت المجال للكثير من الأحزاب الليبرالية السودانية، بأوجهها المختلفة، لتلقف الخبر والإعلان عن دعمها للتطبيع عموماً، إلا أن ردود الفعل الكثيرة التي رفضت هذه المحاولات بشكل مطلق، دفعت غندور نفسه لمحاولة التغطية عما قاله، وتبريره بطرق شتى لم تنجح في كبح جماح الرافضين للتطبيع.
بذهابه إلى «الحضن» الصهيوني، يعتقد النظام «الإخواني» في السودان أنه يفتح باباً لإرضاء البيت الأبيض، واعداً نفسه بـ«مكاسب وفيرة» قد يحققها هذا التطبيع. غير أن ذهابه هذا لن يكون على الأغلب بأفضل من تجربة موريتانيا، التي رمت «ورقة التطبيع» مع المحتل، دون أية «مكاسب» مقابلة.