من يستهدف الكفاءات العلمية لشعوب المنطقة؟
في إطار السعي إلى تفريغ دول المنطقة، من الكفاءات العلمية كان أسلوب الاغتيال والتصفية الجسدية أحد الاساليب التي اتبعتها الاستخبارات الدولية والاسرائيلية خصوصاُ، الأمر الذي ينكشف يوماً بعد يوم، بالأمس قتل غدراً المئات من العلماء العراقيين وذلك في فترةالفوضى التي تلت احتلال العراق، واليوم بدأت شبكات الإرهاب الدولية بتصفية الكفاءات العلمية الايرانية في اطار حرب الأدمغة التي تخوضها ضد دول وشعوب المنطقة، ونشرت شبكة «أم أس أن بي سي» الأميركية مؤخراً تقريراً عن مسؤولين أميركيين يقولون: إنمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية التي تصنفها واشنطن أنها منظمة إرهابية، تنفذ الهجمات التي استهدفت علماء نوويين إيرانيين، بتمويل وتدريب وتسليح من الاستخبارات الإسرائيلية.
ونقلت الشبكة قبل أيام عن المسؤولين الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم، أن إدارة الرئيس باراك أوباما على علم بحملة الاغتيالات، لكن لا علاقة مباشرة لها فيها.
وقال محمد جواد لاريجاني، مستشار المرشد علي خامنئي للشبكة الأميركية إن العلاقة بين مجاهدي خلق وإسرائيل «قريبة جداً»، مشيراً إلى أن الإسرائيليين «يدفعون لمجاهدي خلق»، وأن «بعض عملاء هؤلاء يزودون إسرائيل بالمعلومات، ويجندون ويديرون الدعماللوجستي».
وقال إن الموساد الإسرائيلي يدرّب عناصر من مجاهدي خلق في إسرائيل على استخدام الدراجات النارية والعبوات الصغيرة، وقال إن جهاز الموساد بنى في إحدى المرات مجسماً لمنزل عالم نووي إيراني ليتعرف القتلة إلى المكان قبل تنفيذ العملية.
وأشار لاريجاني إلى أن معظم المعلومات التي تملكها طهران عن الهجمات والعلاقات بين إسرائيل ومجاهدي خلق هي نتيجة استجواب قاتل فشل في هجوم حاول تنفيذه في نهاية عام 2010 والمواد التي عثر عليها معه.
ونقلت الشبكة عن مسؤولَين أميركيَّين رفيعَي المستوى تأكيدهما ضلوع مجاهدي خلق بالهجمات، وقال مسؤول إن كل المزاعم «صحيحة»،
غير أن وزارة الخارجية الإسرائيلية رفضت التعليق على التقرير، وقال متحدث باسمها: «ما دمنا لا نستطيع رؤية كافة الأدلة التي تزعمها «أن بي سي»، فإن وزارة الخارجية لن ترد على كل ثرثرة وتقرير ينشر حول العالم».
وفي الوقت الذي قالت منظمة مجاهدي خلق إن المعلومات «خاطئة تماماً».
قال خبراء إن نوع الهجمات المعقدة يدعم الاتهامات الأميركية بأن جهاز استخبارات خبير على صلة بها.
وقال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتعامل مع مجاهدي خلق عسكرياً أو استخبارياً، مبرراً ذلك بأنه «لا يمكننا التعامل معها بسبب إدراجها» على لائحة الإرهاب الأميركية.
في غضون ذلك، نشرت مجموعة قراصنة الإنترنت «أنونيموس» أول من أمس شريطاً على موقع «يوتيوب» الإلكتروني هددت فيه بإزالة إسرائيل عن شبكة الإنترنت على خلفية تهديداتها بمهاجمة إيران والتسبب بكارثة نووية.
وهددت «أنونيموس» إسرائيل في الشريط بأنها ستشرع بهجوم مؤلف من 3 مراحل، وستكون المرحلة الأولى «إزالتكم عن الإنترنت»، لكنها لم تكشف عن طبيعة المراحل الأخرى ووصفت هجومها بأنه «حملة صليبية».
واتهمت «أنونيموس» إسرائيل بارتكاب جرائم بحق البشرية ووجهت انتقادات إلى سياسة إسرائيل ضد الفلسطينيين وغيرهم.
وخاطب الشريط «أنونيموس» الإسرائيليين، قائلاً إنه «بواسطة استخدام خدع إعلامية ورشى سياسية، فقد حصلتم على تعاطف الكثيرين، فأنتم تزعمون أنكم ديموقراطيون، لكن هذا بعيد عن الحقيقة، وعملياً فإن هدفكم الوحيد هو تحسين حياة قلة، فيما أنتم تدوسون حرياتالجماهير».
وأضافت «أنونيموس» أن «ضيق أفقكم الصهيوني اقتلع وقتل جموعاً بشرية، وفيما العالم يبكي، أنتم تضحكون وتخططون للهجوم المقبل».
واتهمتهم قائلة: «أنتم تقربون كارثة نووية»، وإنه «لن نسمح لكم بمهاجمة دولة متجانسة استناداً إلى حملة أكاذيب».