إطفاء الحريق اليمني العسكرة فشلت.. والحل سياسي
الاستعصاء اليمني أوشك على الانتهاء. هذه خلاصة المستجدات السياسية في اليمن خلال الأسبوع الماضي الذي شهد انعطافاً سعودياً حاداً، تمثل بإعلان وزير الخارجية، عادل الجبير، عن قرب وقف العمليات العسكرية في اليمن..!
جملة واسعة من التحركات الإقليمية والدولية على خط الأزمة اليمنية، أبرزها إرسال حركة «أنصار الله» و«حزب المؤتمر الشعبي» برسالتين للأمين العام للأمم المتحدة، يعلنان فيها صراحة الالتزام بقرارات الأمم المتحدة الخاصة باليمن، بما فيها القرار «2216».
في ضوء المناخ السياسي العام للأزمة اليمنية في الآونة الأخيرة، ترى السعودية نفسها مجبرة على ملاقاة التحركات المستجدة، لتعلن، على لسان وزير خارجيتها، عن قرب انتهاء العمليات العسكرية لتحالف «عاصفة الحزم»، جازماً بأن «المتمردين أصبحوا أكثر جدية في قبول قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة».
وفيما بدا أنه محاولة لحفظ ماء الوجه، رد السعوديون سبب قرب انتهاء العمليات العسكرية إلى «المكتسبات العسكرية» التي حققها التحالف)!( أو الموقع العسكري المهيمن له، حسب وصف وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، بعد محادثات أجراها مع الملك سلمان بن عبد العزيز.
يمكن فهم هذه التبريرات من السعودية وحلفائها بالنظر إلى حجم التورط، ونتائجه الكارثية التي تسببت بمقتل آلاف المدنيين، ناهيك عن الخسائر العسكرية الفاقعة للسعودية وحلفائها، بالإضافة إلى أن 80% من اليمنيين اليوم بحاجة إلى مساعدات إنسانية حسب الأمم المتحدة، وعليه، فإن الاستدارة السعودية هي الأثقل مقارنة بدول التحالف الأخرى، والداعمين الدوليين للحرب في اليمن.
بعيداً عن تحليل السعوديين لأسباب تقديم مسار المفاوضات على المسار العسكري، فإن سقف الإنجاز العسكري المحتمل لهذا التدخل العسكري وصل إلى سقوفه القصوى مبكراً، علاوة على حجم الخسائر السعودية في اليمن، وعلى المناطق الحدودية في جيزان ونجران وغيرها. هذا الاستنزاف المترافق مع وضع إقليمي يشهد انسحاباً أمريكياً تدريجياً ومتسارعاً من المنطقة، يظهر منها على السطح مؤخراً الملف السوري، وملف العقوبات الغربية على إيران.
في سياق متصل، انتقلت روسيا من العمل الدبلوماسي داخل أروقة مجلس الأمن فيما يتعلق بقضية اليمن، إلى جهود ضاغطة تمثلت بلقاءات نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، مع ممثلي منظمات سياسية يمنية ضمّت من بين مجموعات أخرى أعضاء من «الحزب الاشتراكي» و«أنصار الله» و«الحراك الجنوبي»، ما يعزز فرص «حلحلة» ملفات المنطقة المشتعلة وتحييد المنطق الأمريكي السائد.