«كاتالونيا» أمام استحقاق مفصلي
تتعدد جوانب الأزمة الإسبانية المشتقة من الأزمة العميقة التي تعصف بدول الاتحاد الأوروبي. ففي وقت تسجِّل فيه الأرقام الاقتصادية تراجعاً كارثياً غير مسبوق منذ بداية القرن الحالي، تعيش بلاد الـ47 مليون نسمة، هواجس التفكك المحتمل قبل نهاية العام الجاري.
منذ الحادي عشر من هذا الشهر، تشهد شوارع مقاطعة كاتالونيا ارتفاعاً في الاحتجاجات التي يسيرها المطالبون بانفصال كاتالونيا عن إسبانيا، فيما بدأت يوم الأحد الماضي الحملة الانتخابية البرلمانية الكاتالونية التي من المتوقع أن تؤدي إلى انفصال كاتالونيا، حسب غالبية التحليلات ومقالات الرأي في الصحف والدوريات الإسبانية.
فوفقاً لمركز «دراسات الرأي»، ارتفعت نسبة المطالبين بالانفصال في المقاطعة، من 15% عام 2005، إلى أكثر من 45% هذا العام.
في هذا الصدد، ترجع العديد من التحليلات هذه «الطفرة القومية» إلى الموقف الرجعي للحكومة الإسبانية، وإلى الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، دون أية إجراءات للوقاية والحماية من جانب الحكومة، في ظل التحولات الكبرى التي تجري في عموم أوروبا، وهذا ما يكرس، بحسب البعض، موقع إسبانيا، ومعها مقاطعة كاتالونيا، كتابع لبلدان المركز الأوروبية، ومساحة لتنفيس أزماتها.