من ساحات التظاهر.. نعمة لـ«قاسيون»: مستمرون حتى تحقيق المطالب
من قلب الحراك الشعبي في العراق، ومن الساحات المنتفضة في وجه نظام التحاصص، توجهت «قاسيون» إلى رئيس الاتحاد العام لنقابات العاملين في العراق، سعيد نعمة، لتقف عند نظرة التيار النقابي للمشهد العراقي الداعي إلى تغيير تلك السياسات التي كانت نتاج العملية السياسية التي أوجدها الاحتلال الأمريكي.
كيف تقيمون الحركة الاحتجاجية الحالية في العراق؟
التقييم عموماً جيد، فالحركة الاحتجاجية تتزايد وتستقطب الشباب، نظراً إلى أن الاحتجاجات أساساً قد نادى بها الشباب والعمال والمعطَّلين عن العمل والناشطين المدنيين. حيث أرعبت هذه الحركة الفاسدين، وأجبرت الحكومة على إجراء إصلاحات، وإن لم تكن بالمستوى المطلوب، لكننا مستمرون بالتظاهر والاحتجاج حتى الاستجابة لمطالبنا كافة.
ماذا عن آفاق الوضع العراقي بعد الاحتجاجات، من حيث الاستقطابات الطائفية والعرقية؟
عبر هذه الاحتجاجات، يجري القضاء على الطائفية، لأن الاحتجاج لا يعرف طائفة أو قومية، بل يعرف الهوية الإنسانية. امتدت هذه الاحتجاجات إلى عموم العراق، وأعلن شباب المحافظات والمدن عن الاعتصامات والتظاهرات، متحملين قمع السلطات، قبل أن يجري تغيير الكثير من الحكومات المحلية.
وماذا عن التعتيم على الشعارات المناهضة للولايات المتحدة؟
الشعارات المناهضة للولايات المتحدة حاضرة، فعندما نطالب بإلغاء المحاصصة ونرفع شعار النظام الرئاسي، فهذا مناهض للولايات المتحدة وسياستها. وكل الشعارات هي مناهضة للمشاريع الأمريكية التي أسست للطائفية والحقد والكراهية. فالولايات المتحدة هي من اختار للعراق هذا النظام الفاشل، وهي من ساعد على الفساد المالي والإداري، ودعمت الفاسدين والسراق والقتلة والمجرمين.
وقد شملت هذه الاحتجاجات الشركات والمعامل في الشركة العامة للصناعات الميكانيكية في الإسكندرية- حيث أجريت بعض الاصلاحات، وفي محطة الطاقة في المسيب. أما الرد الحكومي عليها فكان بأن تمت معاقبة العمال المتظاهرين ونقلهم إلى محافظة أخرى. وكذلك في شركة النفط في البصرة. أما معمل اسمنت كربلاء الذي تديره شركة «لافارج»، فقد تمت معاقبة المتظاهرين جميعهم، وإحالة البعض منهم إلى التحقيق.
وبالنسبة للإعلام، فلا يسلط الضوء على المتظاهرين، وذلك بسبب المضايقات الأمنية التي لا تسمح حتى بمكبرات الصوت، ومنع بعض الإعلاميين من التغطية، فضلاً عن أن معظم الإعلام تابعٌ للكتل والكيانات السياسية التي تشكِّل أساس الفساد.
إذاً، ما هي الحلول المطروحة اليوم؟
الحل الأمثل والمنقذ للعراق هو حل البرلمان والحكومة، وإعلان حكومة طوارئ يقودها الوطنيون حتى يتم تعديل الدستور، وإجراء تعداد سكاني، وإقرار قانون الأحزاب، وانتخاب حرة نزيهة بإشراف دولي من أجل دولة مدنية أساسها تحقيق الرفاه والمساواة والعدالة الاجتماعية.
لن ينقذ العراق إلا حكومة تؤمن بالحقوق والحريات، تعامل الشعب على أساس الهوية الإنسانية، وتوفر الخدمات وفرص العمل، وتنجز الإعمار الحقيقي للبلاد، من بنى تحتية دمرها الاحتلال وعملائه، ويجب أن يكون النفط والغاز والموارد كافة ملكاً لشعب العراق، كما يجب أن يكون العراق حراً مستقلاً بعيداً عن التدخلات الأجنبية.