المتحاورون الليبيون يتوصلون إلى اتفاق أولي
أعلن المجتمعون الليبيون بمدينة الصخيرات المغربية، مساء الخميس الماضي، أنهم توصلوا إلى توافق على نص الاتفاق السياسي الليبي، والذي عبّروا عن اعتقادهم بأنه «سيضع ليبيا على طريق الحل المنشود».
وبيّن المجتمعون، في بيان صحفي منشور على موقع بعثة الأمم المتحدة، أن الدعوة مفتوحة للالتحاق بالاجتماع، وتولي «دوراً مهماً في العملية السياسية»، معبرين عن أملهم بأن يكون قرار- من يلتحق بالاجتماع- إيجابياً ليتماشى مع «الروح السائدة في المجتمع الليبي التواق للاتفاق، بعيداً عن دعوات استمرار الحرب والفرقة».
كما طالب المجتمعون المشاركين كافة في مسارات الحوار، بتغليب لغة الحوار والتواصل والتهدئة، مؤكدين أن ذلك فيه مصلحة ليبيا، وناشدوا الأطراف كافة التحلي بروح المسؤولية وضبط النفس وعدم التصعيد والانجرار إلى العنف، داعين إلى تأييد الاتفاق وتوفير الظروف الملائمة لتطبيقه.
وأكد البيان أن جميع الليبيين يجب ألا يفوتوا هذه الفرصة السانحة للتوافق، وأن يدعموا هذا الحوار بكل قوة، وأن يشجعوا الأطراف كافة، على الاستمرار في العمل من أجل السلام والمصالحة.
وأكد المجتمعون أنهم ملتزمون بالعمل مباشرة على تشكيل حكومة توافق وطني بعد توقيع الاتفاق، ليبدأ العمل على تحقيق آمال وطموحات الشعب، حسب تعبير البيان.
وأشار المجتمعون إلى أن ذلك جاء استشعاراً منهم بعمق الأزمة التي تمر بها البلاد، وبالتحديات التي تواجهها ليبيا، والحاجة الماسة إلى اتخاذ القرارات المناسبة لإنهاء العنف والانقسام وتوحيد المؤسسات ومحاربة الإرهاب، وتأكيداً لالتزامهم بأن الحوار «الليبي- الليبي» هو الوسيلة الوحيدة للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة.
وكان المؤتمر العام الليبي (برلمان طرابلس) «المنتهية ولايته» أعلن تأجيل مشاركته في الحوار إلى حين استكمال مشاوراته، حسب تصريحات نشرتها وسائل إعلام مختلفة.
وإذا كان بعض المحللين السياسيين يشيرون إلى أنّ الانفراج الظاهري الذي برز في حوار الصخيرات، ليس إلا تعبيراً عن توافقات مؤقتة أوروبية أمريكية، فإنّ رأياً آخر يؤكد أن هذا الانفراج وإن كان يعكس في جزء منه عملية التوافق المشار إليها، إلا أنّه يعكس في عمقها اتجاهاً دولياً نحو التسويات، بات يتقدم أكثر فأكثر بوصفة الاتجاه السائد.