الانتخابات التونسية: استقطاب ممنهج ومال سياسي

الانتخابات التونسية: استقطاب ممنهج ومال سياسي

جرت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التونسية بتاريخ 23 تشرين الثاني 2014 في 33 دائرة انتخابية داخل تونس وخارجها، وكانت مراكز الاقتراع قد أغلقت يوم الاثنين 24 تشرين الثاني بنسبة تصويت 64.6 %، وفق ما أعلنه رئيس هيئة الانتخابات، وأعلنت تونس النتائج الرسمية لها بتاريخ 25 تشرين الثاني في ظل تنافس سياسي بين قوى سياسية مختلفة.

أظهرت النتائج الرسمية حصول مرشحي القوى الليبرالية على المرتبة الأولى والثانية، حيث حصل مرشح «نداء تونس»، الباجي قائد السبسي، على نسبة 39.46% من الأصوات «1.289.384 صوتاً». وفي المرتبة الثانية مرشح «حزب المؤتمر» الرئيس الحالي، المنصف المرزوقي، بحصوله على نسبة 33.43 % من الأصوات «1.104.675 صوتاً». في حين حل حمة الهمامي مرشح «الجبهة الشعبية» اليسارية في المرتبة الثالثة بنسبة 7.82% «255.529 صوتاً».

وبدورها، أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات خلال مؤتمر الإعلان عن النتائج الرسمية، أنه في ظل عدم تقديم طعون من قبل المرشحين الآخرين فإن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ستتم خلال الفترة الممتدة ما بين 12 و 14 كانون الأول القادم.

الهمامي: المال السياسي

يؤثر على الانتخابات

«لا بد وأن تعود ثمرة الثورة أولاً وقبل كل شيء على الفقراء، خاصة على مستوى التنمية والتشغيل التي قامت من أجلهما الثورة». بهذه الكلمات لخص حمة الهمامي برنامجه الذي يمثل الجبهة الشعبية لخوض الانتخابات الرئاسية.

وأضاف بأنه لم يتغير أي شيء في مختلف ولايات الجمهورية التي زارها، حيث تواصل التهميش وأصبحت تونس كلها تشتكي من غلاء المعيشة وتدهور الخدمات الاجتماعية. وقال بأن من أبرز أولوياته، في حال فوزه بالانتخابات، إتخاذ إجراءات مستعجلة لمعالجة الأوضاع الاجتماعية ومقاومة الإرهاب والجريمة وضمان استقرار البلاد وفرض احترام الدستور وخاصة ما يتعلق بالحق في التنمية والتعليم والشغل والسكن.

وفي تصريح له، انتقد الهمامي ما اعتبره استقطاباً ممنهجاً يخيم على المشهد السياسي الحالي، ومحاولة لقطع طريق وصوله إلى قصر قرطاج، وتحدث عن دور المال السياسي في التأثير على العملية الانتخابية.

وكان الهمامي قد تعهد، خلال الحملة الانتخابية، أمام الشعب بتخفيض أجور رئيس الجمهورية وإعادة النظر بتقاعده أيضاً.

موقف الجبهة الشعبية

في الجولة الثانية

في وقتٍ صرَّح فيه القياديان في الجبهة الشعبية، زياد الأخضر ومنجي الرحوي، أن الجبهة من المستحيل أن تقوم بدعم المرشَّح الرئاسي، المنصف المرزوقي، أكَّد الناطق الرسمي باسم الجبهة، حمة الهمامي، أن هذا هو موقف الجبهة لكن استحالة دعم المرزوقي لا تعني الانتقال إلى دعم المرشح الرئاسي، القائد باجي السبسي، آلياً في الجولة الثانية من الانتخابات.

وكانت الجبهة قد أكدت على صفحتها الرسمية على «فايسبوك» على أن: «الجبهة الشعبية تتابع بانشغال شديد الخطاب الانتخابي الانفعالي لكلا الطرفين المتنافسين علي الرئاسية من هتك للأعراض وتقسيم جهوي وعروشي ودعوات للعنف والكراهية، وحتی الاقتتال وتهديد لوحدة التراب التونسي»، وعليه دعت الجبهة إلى: «تغليب المصلحة الوطنية والابتعاد عن خطاب التقسيم للشعب.. وتذكر أن حملة ولد الشعب حمة الهمامي ارتكزت بالأساس على شعار وحدة الشعب لأن الرئيس المقبل هو رئيس للشعب كله وليس لفئة معينة» .