مصر ـ قبرص ـ اليونان ثلاثية متوسطية بوجه تركيا

مصر ـ قبرص ـ اليونان ثلاثية متوسطية بوجه تركيا

«وقد بدا جلياً أثناء المشاورات أن الدول الثلاث عازمة على تعزيز العلاقات فيما بينها في كافة المجالات، انطلاقاً من وجود قاعدة عريضة من المصالح المشتركة التي تهدف، في النهاية، إلى تحقيق الاستفادة القصوى من جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يمثل نموذجاً إقليمياً لعلاقات التعاون وحسن الجوار».

كان ذلك من كلمة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في المؤتمر الصحفي بعد القمة الثلاثية التي جمعته بالرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، ورئيس الوزراء اليوناني، أنتونيس ساماراس.
مصر: استعادة الدور على حساب التركي
حاز اللقاء الثلاثي، المنعقد في القاهرة، على جملة من ردود الفعل السياسية، نتيجة العلاقات المتوترة بين دول شرق المتوسط، وبشكل رئيسي بين مصر وتركيا باعتبارهما قطبين إقليميين، وذلك بعد موجة التصعيد الدبلوماسي، التي تلت وصول الرئيس السيسي إلى سدة الحكم، والتي بلغت ذروتها عندما وصف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الرئيس السيسي بالرئيس »غير الشرعي« على منصة الأمم المتحدة. إضافة إلى المشاكل التاريخية المحيطة بعلاقة تركيا مع الجارين الأوربيين قبرص واليونان، تحديداً في مسألة شطري قبرص، والتي تنحاز فيها اليونان إلى الجانب القبرصي، فضلاً عن قضايا التنقيب عن النفط والغاز في المتوسط، والتي تتّبع فيها الحكومة التركية سياسة القوة كأمر واقع.
في سعيها لاستعادة دورها الإقليمي تدريجياً، وفي سياق صراعها المتنامي مع الحكومة التركية، تحاول مصر توحيد جهود الدول ذات العلاقات المتوترة مع الحكومة التركية، لتؤكد التوجهات المصرية في استعادة دور محوري على الساحة الإقليمية، على حساب التمدد السريع الذي شهده الدور التركي في الشرق الأوسط وحتى في شمال أفريقيا.
قمة القاهرة وجوانبها الاقتصادية
لا يخفى على مصر ضيق الأفق الاقتصادي في علاقتها مع الجارين الأوربيين، نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي لليونان »ذات النمو السالب«، وقبرص الدولة الصغيرة مقارنة بمساحة وإمكانات مصر الاقتصادية، لكن ذلك لم يمنع إصدار خطط ومشاريع تعاون اقتصادي تؤمن تبادل متكافئ نوعاً ما بين الدول الثلاث.
وفي هذ الإطار، قال رئيس وزراء اليونان، أنتونيس ساماراس، إن الدول الثلاث ترتبط بجذور تاريخية وإرث ثقافي عريق، وتتشارك اهتماماً وقلقاً بالنسبة للاستقرار في جنوب شرق المتوسط، باعتبار اليونان وقبرص عضوين في الاتحاد الأوروبي ومصر من أكبر الدول في الشرق الأوسط. كما أعرب الرئيس السيسي عن تطلعات مصر في تعزيز التعاون المصري القبرصي، ولاسيما في مجال استخراج الغاز الطبيعي، وإمكانية استغلال البنية التحتية والصناعية المصرية المؤهلة لاستقبال الغاز القبرصي.
واتفق الجانبان على لقاء الوزراء المعنيين بمجال الطاقة نهاية الشهر الحالي لبحث سبل تعزيز التعاون في هذا المجال، كما أشار الرئيس المصري إلى تطلع مصر للاستفادة من الخبرة القبرصية في مجال الطاقة المتجددة والاستزراع السمكي ومشروع تنمية محور قناة السويس.
في الوقت الذي أكد فيه الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، ضرورة وقف تركيا للتنقيب عن الغاز على السواحل القبرصية.