تخبط السياسة (الإسرائيلية)!
على إثر الهزيمة النكراء التي طالت الكيان الصهيوني في غزة يعيش الكيان اليوم مرحلة جديدة من التخبط تنعكس بوضوح على سلوكه وأدائه السياسي العام الذي يشير إلى درجة من الارتباك الناجم عن ذعر المصير.
سعى "الإسرائيلي" إلى توسيع دائرة رده على خسارته، محاولاً رفع أدائه السياسي العام الذي سيحدد مصيره ومستقبله في المنطقة، وكانت أبرز ردوده إقليمياً هو تصعيد تدخله في الساحة السورية من بوابتها الجنوبية بدعم واضح مباشر وغير مباشر للعديد من الميليشيات المسلحة. وبعد محاولة جس نبض المقاومة اللبنانية في الجنوب اللبناني التي استدعت رد المقاومة بتفجير دورية عسكرية، اضطر "الإسرائيلي" للاحتفاظ بحق الرد.
جنون المحتل في القدس
داخل الأراضي المحتلة وتحديداً في مدينة القدس يزداد الكيان الصهيوني فاشية، حيث قالت أحدث الأخبار إن البلدة القديمة في القدس شهدت فجر الجمعة الماضي اعتداءات عنيفة من قوات الاحتلال على الفلسطينيين الرافضين لإغلاق المسجد الأقصى.
شدد الكيان الصهيوني إجراءاته الأمنية، فقام بإغلاق البلدة القديمة وفرض حصاراً عسكرياً على بواباتها وبوابات المسجد الأقصى، ونصب متاريس حديدية بالقرب من بوابات البلدة، عدا عن نشر المئات من عناصر الوحدات الخاصة والتدخل السريع من "الشرطة" و"حرس الحدود" في الشوارع والطرقات ومحاورها، وتسيير دوريات راجلة ومحمولة وخيالة وتحليق منطاد راداري استخباري ومروحية في سماء القدس. جاء كل ذلك في ظل صيحات متطرفة من قبل حاخامات "إسرائيلية" داعية لتقسيم الأقصى بعد قيامهم باقتحامات متكررة لباحات المسجد!
(فنزويلا المعادية).. في مجلس الأمن!
على بعد آلاف الكليومترات عن القدس وتحديداً في أروقة الأمم المتحدة يتبلور سبب آخر للرعب "الإسرائيلي" يفسر ولو جزئياً سلوكه الجنوني في ساحات القدس ومحيطها. حيث نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن جهات سياسية «إسرائيلية» أن ما سيحدث في مجلس الأمن الدولي في مطلع كانون الثاني القادم هو «عاصفة سياسية». وأضافت الصحيفة أن دولاً صديقة لـ«إسرائيل» ستغادر مجلس الأمن لتحتل مكانها عدة دول معادية كماليزيا وفنزويلا.
وسيؤدي التغيير الذي سيطرأ على تركيبة مجلس الأمن إلى إضعاف «إسرائيل» بشكل ملموس على الحلبة الدبلوماسية. ومن بين الدول التي ستدخل مجلس الأمن في أمريكا الجنوبية ستحل فنزويلا محل الأرجنتين، وهذا يعني توجيه ضربة سياسية لـ «إسرائيل». ذلك أن فنزويلا قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع «إسرائيل» وتقيم علاقات وثيقة مع إيران. كما لا يتوقع حصول «إسرائيل» على دعم من آسيا وإفريقيا، فماليزيا ستستبدل كوريا الجنوبية، وأنغولا ستستبدل رواندا التي تعتبر حليفاً إفريقياً قريباً لـ «إسرائيل».
(الحرد) من أمريكا!!
في سياق آخر وعلى صعيد علاقة الثكنة "الإسرائيلية" بمركز القرار في واشنطن، عادت بعض التباينات لتظهر علناً، حيث انتقدت واشنطن مؤخراً تصريحات مسؤولين "إسرائيليين"، هاجموا فيها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد تصريحات نسبت له حول ربط الجمود في عملية السلام بصعود "داعش"، وأشارت الخارجية الأمريكية إلى أن كيري أكد على أن حل النزاع الفلسطيني "الإسرائيلي" يدعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وبغض النظر عن تصريحات كيري التي كذب فيها حول رغبته بالسلام ورغبته بمحاربة الإرهاب، وردة فعل "الاسرائيلي" التي تؤكد كما كل مرة طابعه العدواني، إلا أن اللافت في هذا الرد هو توضيحه مرة أخرى لتناقضات البيت الواحد وأزمته التي باتت تطفو على السطح مؤخراً وفي مناسبات كثيرة.
يبدو أن السلوك الصهيوني بات عاجزاً عن فعل الكثير، فهو اليوم لا يقوم إلا بردات أفعال تضعه في موقع أسوأ كل مرة وهو بذلك يدخل مأزقاً تاريخياً وجودياً يضع استمراريته على خارطة البحث.