هل بدأت «ساعة الصفر» في لبنان؟!
لقد شهدت المرحلة السابقة توترات هائلة في لبنان. فمن احتقان عمالي وشعبي على صعيد الوضع الاقتصادي الاجتماعي، إلى تفجيرات متتالية في مختلف المناطق اللبنانية، واشتباكات بين قوى طائفية مختلفة في طرابلس وغيرها، وتعديات إرهابية على الجيش اللبناني، واستمرار الشلل السياسي رغم الحديث عن توافقات إقليمية، وصولاً إلى عدم استجابة العديد من القوى جدياً لدعوات حزب الله للاستننفار في مواجهة خطر «الإرهاب».
يضاف إلى ذلك أنه بالتوازي مع عدوان التحالف الأمريكي على الأراضي السورية تحت ذريعة الحرب على «داعش» وما يحمله ذلك من تساؤلات حول الأهداف المبطنة، جرت العديد من الأحداث الخطيرة على الأراضي اللبنانية لتنذر بالكثير.
فهجوم مقاتلي «جبهة النصرة» على مواقع لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية والذي تصدى له الحزب بقوة في منطقتي جرود بريتال ويونين شرق لبنان، يمثل تطوراً خطيراً من حيث تطور طبيعة المواجهة بين ميليشيا «النصرة» وحزب الله. فماذا يعني الاعتداء على مواقع الحزب خارج الأراضي السورية وضمن الأراضي اللبنانية؟!. إنه محاولة جدية لتوسيع دائرة الحريق ونقل المعركة إلى لبنان، ويمثل عملياً قراراً سياسياً بالهجوم على لبنان وحزب الله بالتزامن مع هجمات التحالف على الأراضي السورية والذي توجس الحزب منها شراً ورفضها رفضاً قاطعاً.
تبع تلك العملية محاولة تسلل دورية للاحتلال «الإسرائيلي» إلى الأراضي اللبنانية بالقرب من تلال «كفر شوبا»، فردّ عليها الجيش اللبناني بإطلاق النار وانتهى الاشتباك بتدخل قوات الطوارئ الدولية. وبعد يوم واحد على محاولة «الإسرائيلي» جس نبض الحزب بالتدخل العسكري، أعلن حزب الله عن تفجير دورية «إسرائيلية» على الشريط الحدودي في «مزارع شبعا» واعترف الكيان بإصابة ثلاثة من جنوده فيها، ورأى فيها الحزب رسالة للكيان بقدرته على الردع في كل الجبهات، وقابلته «إسرائيل» بالاحتفاظ بحق الرد!!
تمثل هذه الأحداث المتعاقبة والمتزامنة محاولة واضحة لتوسيع دائرة الحريق وتفجير لبنان وزجه أكثر في سعير الصراع الإقليمي، حيث تسعى واشنطن من خلال تحالفها المدعي الحرب على «داعش»، تأمين تغطية «نارية-إعلامية-سياسية» له. فكما يحاول النظام التركي الاستفادة من هذه «التغطية النارية» للعدوان الأمريكي للاقتصاص من الأكراد وكسر شوكتهم، تسعى «إسرائيل» للاستفادة من هذه التغطية لضرب حزب الله ومقدرات المقاومة، ولا أفضل بالنسبة لهم من هذه اللحظة عبر تفجير كل لبنان وزجه بالصراع الدامي مستفيدين من ضجيج هدير طيران «التحالف» في سماء المنطقة، والذي يبدو أن المقاومة تستعد له بشكل واضح.