نظرة على العلاقات القطرية الصهيونية

نظرة على العلاقات القطرية الصهيونية

تعود العلاقات القطرية «الإسرائيلية» إلى ما بعد «مؤتمر مدريد للسلام 1991». وكان الإعلان الرسمي للتطبيع عام 1996 بزيارة شيمون بيريز إلى الإمارة، وافتتاح المكتب التجاري «الإسرائيلي» فيها.

إذا كانت تلك الفترة, «ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي»، تتسم بشكلٍ محدد من العلاقات الدولية، المرسومة على أساس مصالح الإمبريالية الأمريكية وحلفائها, فيظهر الدور القطري المضخَّم في العقد الأخير, الذي كانت سمته الأساسية فقدان السيطرة الأمريكية على جزء من ملفات المنطقة, ليعبِّر عن الحاجة الأمريكية في خلق أدوات اختراق جديدة في المنطقة.

«تقلبات مرحلية» لحساب العدو

ست سنوات على زيارة شيمون بيريز إلى قطر, لتعود اللقاءات الدبلوماسية على مستوى الوزارات بين رئيس الوزراء القطري، حمد بن جاسم، ووزير خارجية العدو في باريس. تلاها استقبال أمير قطر لنائب رئيس الوزراء الصهيوني، شيمون بيريز، عام  2007 للمشاركة في مناظرات مع الطلاب وزيارة بعض مرافق الدولة. ليأتي العدوان «الإسرائيلي» على غزة عام 2009 «قاطعاً» العلاقات الصهيونية- القطرية بقرار قطري, مما زعزع، ولو شكلاً، العلاقات بين الحليفين الاستراتيجيين، لتستلم الإمارة راية «الدفاع عن الحقوق العربية» حينذاك.
ولم تتأخر قطر بعدها عن إرسال الرسائل إلى «الإسرائيليين» طالبة إعادة العلاقات مرة أخرى، ما رفضه الصهاينة مراراً حتى عام 2010، لتعود العلاقات من جديد مع السماح لقطر بتبني مشاريع إعادة الإعمار في غزة، في حين قامت «إسرائيل» بإصدار بيان علني تعرب فيه عن تقديرها لدور قطر، والاعتراف بمكانتها في الشرق الأوسط.
في العدوان الإسرائيلي على غزة 2011- 2012 قامت قطر بدورها في إخراج العدو من نفق الإخفاق العسكري، عبر اتصالها مع الفلسطينيين و«الإسرائيليين» من جهة، وإبعاد المقاومة الفلسطينية عن داعميها التاريخيين، عبر تعزيز مكاتب حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في قطر، وضخ ملايين من الدولارات في مشاريع إعادة الإعمار، وصلت إلى 450 مليون دولار أعلنها الأمير القطري، حمد بن خليفة، إثر زيارته لغزة.

استثمارات قطر الاقتصادية داخل الكيان

يستشهد السفير الصهيوني السابق في قطر، سامي ريفيل، في كتابه «قطر وإسرائيل ملف العلاقات السرية»، بالتصريح الأول الذي أدلى به الأمير القطري السابق، بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه الحكم، ويقول إن هناك خطة لمشروع غاز بين قطر و«إسرائيل» والأردن يجري تنفيذه, حيث يطالب الأمير بإلغاء الحصار المفروض من جانب العرب على كيان العدو.
تعود العلاقات الاقتصادية المباشرة بين الجانبين إلى عام 1994، حين أعلنت قطر عن وقف المقاطعة الاقتصادية المباشرة المفروضة على الشركات العاملة في «إسرائيل» أو معها، تلتها إقامة علاقات بين شركات طيران العدو و«الخطوط الجوية القطرية»، وغيرها من الشركات التي خففت من القيود المفروضة على المسافرين والبضائع القادمة من «إسرائيل» إلى قطر..
أما على مستوى الاستثمارات القطرية في «دولة» العدو، فيجري العمل على بناء 20 مستوطنة صهيونية بأموال قطرية. إضافة إلى 6 ملايين دولار لبناء استاد الدوحة البلدي في «إسرائيل»، فضلاً عن ملايين الدولارات الأخرى المرصودة لبناء مستشفى «حداسة» داخل الكيان.