«الإخوان | الحوثيون»... اليمن يحترق
ترتفع الحرائق المشتعلة في عدة أماكن من العالم، على شكل معارك وتدخلات وحروب أهلية، وسترسم أشكال الحسم في هذه المعارك خريطة العالم الجديد المتكون، ما بعد تراجع المركز الغربي الاستعماري بسبب أزمته الاقتصادية.
يتأثر اليمن بهذا الاستقطاب بسبب تراجع دور الدولة المركزية، وعدم وجود مشروع وطني شامل يوحد جميع القوى السياسية، وارتباط أغلب مكونات القوى السياسية بقوى خارجية (الحوثيين بإيران، «الإخوان» كحركة الاصلاح اليمنية بقيادة الأحمر ترتبط بقطر، السلفيين بالسعودية، وغيرها من القوى السياسية الباحثة دائماً عن دعم إقليمي ودولي).
الحوثيون يستولون على عمران
تعتبر مدينة عمران المعقل الرئيسي لتنظيم «الإخوان المسلمين» المرتبطين بقطر، حيث تتواجد كتيبة 310 التابعة لـ «الإخوان» وعبد الله الأحمر. ومع التراجع الإقليمي للحركة بادر الحوثيون لاستغلال الفرصة وعكس الميزان الإقليمي بالداخل، حيث قامت القوات الحوثية باحتلال المدينة وكل المقار الأمنية، وطردت «الإخوان» منها، واقتربت جداً من العاصمة صنعاء.
توتر سعودي وغربي
كشف مصدر سياسي يمني مطّلع لوسائل إعلام أن مبعوثاً سرياً للملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، يقوم حالياً بزيارة غير معلنة إلى صنعاء. وأضاف المصدر أن الزيارة تهدف على الأرجح «لتقريب وجهات نظر الأطراف اليمنية الفاعلة من أجل وقف توسع الحوثيين».
وكان هادي قد قام بزيارة قصيرة الثلاثاء الماضي إلى السعودية، يوم سقوط محافظة عمران بيد الحوثيين، وصرّح بعد عودته إلى صنعاء أنه انتزع دعماً من الملك السعودي. هذا الموقف السعودي جاء بعد المصالحة بين «إخوان» اليمن والسعودية، وتجلّى ذلك بوضوح من خلال رفع أنصار الحزب في الجمعة التي أطلقوا عليها اسم «دفاعاً عن الجمهورية ووفاءً لشهداء الجيش» صور العاهل السعودي وأعلام السعودية.
تبدو حركة الحوثيين موجهة للسعودية بشكل مباشر، الحركة التي تسيطر على أجزاء من الشمال تستعد لتأخذ حصتها من الدولة الفدرالية القادمة، وتبدو هذه الخطوة جزءاً من الرد الإيراني على الحركة التي دعمت من خلالها السعودية السلفيين بالعراق.
أعادت الحركة الحوثية نوعاً من التوازن على المستوى الإقليمي، حيث أصدر مجلس الأمن قراراً طالب فيه بنزع كل سلاح المليشيات، سواء كان للحوثيين أو لباقي الفصائل المسلحة، وتسليم السلاح الذي أخذ من مدينة عمران للسلطات المركزية في صنعاء. لا يبدو اليمن السعيد سعيداً، فرياح التدخل الخارجي تعوق مسيرة تطوره ونموه.