المقاومة الشعبية في الشرق الأوكراني
بعد أيام من حدوث الأزمة الأوكرانية وقيام قوى فاشية جديدة بالاستيلاء على السلطة في العاصمة الأوكرانية كييف انطلقت في المناطق الشرقية من البلاد وخاصة في مقاطعات دونيتسك ولوغانسك ومناطق خاركوف وكراسنوأرميسكايا وغيرها حركات احتجاجية.
تعبر هذه الحركة الاحتجاجية الشعبية عن رفض قطاعات شعبية واجتماعية واسعة للسلطات الفاشية الجديدة في كييف، كما تعبر عن رفض سكان هذه المناطق لأي شكل من أشكال الفاشية أو التحالف مع الغرب بشكل عام، والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، وأُعلن عن تأسيس جمهوريات شعبية في هذه المناطق تسعى للاتحاد مع جمهورية روسيا الجديدة.
الطبقة العاملة أكبر المتضررين
تضم أراضي الإقليمين المذكورين أحواض مناجم فحم الدونباس الشهيرة، ومعامل التعدين الكبيرة، وأكثر من 80% من الصناعات الأوكرانية المختلفة، وذلك على عكس الغرب الأوكراني الريفي المهمش، لذلك فإن معظم سكان هذه المناطق هم من الطبقة العاملة بالإضافة إلى وجود طبقة وسطى صغيرة ومناطق أخرى سكانها ضباط وجنود متطوعون في الجيش.
مع انطلاق الحركة الاحتجاجية في هذه المناطق تم تشكيل قوات الدفاع الشعبي في كل جمهورية على شكل حركة مقاومة شعبية للدفاع عن سكان هذه المناطق إذا ما حاول الفاشيون الجدد غزوها، وقد شكل العمال أكثرية عناصر المقاومة الشعبية التي كانت في البداية عبارة عن دوريات لحماية تماثيل لينين والصروح السوفييتية الأخرى من اعتداءات محتملة كما جرى في بقية المدن، وتبلورت الدوريات العفوية إلى حركة مقاومة شعبية منظمة ومسلحة انضم إليها جنود وضباط في الجيش من سكان هذه المناطق.
الشيوعيون في المواجهة
جاءت هذه المقاومة رداً على تسريح آلاف العمال وإغلاق المصانع التي تربط أوكرانيا بالاقتصاد الروسي أولاً، وبالتالي خسر العمال مصادر دخلهم، وللدفاع عن السكان ثانياً وللوقوف في وجه مظاهر الفاشية الجديدة التي خيمت على أوكرانيا مؤخراً.
كما كان للشيوعيين الأوكرانيين دور هام فيها، حيث أيد الشيوعيون الأوكرانيون مطالب المقاومة الشعبية التي تعبر عن سكان هذه المناطق وأوصلوها إلى البرلمان الأوكراني وقد تسبب هذا بفصلهم من عضوية البرلمان بتهمة تأييد الانفصاليين، وشارك الكثير من الشيوعيين في المقاومة الشعبية في دونيتسك ولوغانسك ورفعت الأعلام الحمراء وصور لينين وستالين وعلم النصر على الفاشية على الكثير من حواجز المقاومة.