ضحايا سوما يفجرون أزمة «العدالة والتنمية»
فجرت حادثة منجم سوما في 12/5/2014غرب تركيا موجة من الاحتجاجات ضد حكومة أردوغان من جديد، حيث كان ضحيتها أكثر من 300 عامل من أصل 800، لايزال مصيرهم مجهولاً رغم كل المحاولات التي جرت لإنقاذهم، ويبدو أن حادثة المنجم جاءت لتزيد تعقيد الأمور في تركيا، الباحثة عن مخرج من أزمتها.
لم يهدأ الشارع التركي منذ إعلان وفاة الطفل بركين ألفان في 13/3/2014، الذي أصيب بقنبلة مسيلة للدموع أطلقتها الحكومة على المتظاهرين في أحداث «جيزي بارك» في حزيران العام الفائت. حيث تظاهر المئات في إسطنبول وميدان كوناك في أزمير بعد تشييع الطفل ألفان، ورفعوا شعارات مناوئة لسياسات الحكومة التركية.
الخوف من تبادل المواقع
تلى حادثة المنجم نزول العشرات إلى شوارع إسطنبول في حي «أوكيميداني» وجامعة أنقرة، مطالبين باستقالة رئيس الوزراء أردوغان وحكومته، ورفعوا شعارات مناهضة للحكومة وحزب «العدالة والتنمية»، احتجاجاً على ترشح أردوغان للانتخابات التي ستجرى في آب القادم، حيث يعد ترشحه مخالفاً للدستور بعد انقضاء 11عاماًعلى توليه منصبه. بالإضافة إلى أن المعارضة تخشى من قيام أردوغان والرئيس عبدالله غول بتبادل المواقع، في خطوة من «العدالة والتنمية» للاستمرار في إدارة البلاد، حسب ما جاء على لسان ممثليها داخل وخارج تركيا.
وقامت الشرطة بالاشتباك مع المتظاهرين، مما أدى إلى مقتل الشاب «أوغور كورت»، الخميس 22 الجاري، مما أدى إلى نزول المئات من المتظاهرين إلى شوارع إسطنبول من جديد، واستمرت المظاهرات حتى يوم الجمعة 23 /5 رغم تدخل قوى مكافحة الشغب لتفريقها بالقوة.
المؤشرات التركية: قبل أمريكا.. بعد أمريكا
أما خارج تركيا فقد شهدت مدينة كولونيا الألمانية تجمع آلاف المتظاهرين الأتراك وغيرهم، يوم السبت 24 الجاري، احتجاجاً على الزيارة التي قام بها الرئيس التركي لكسب تأييد مناصريه في الخارج، حيث رفعت خلال التظاهرات شعارات «المقاومة ضد الفاشية الجديدة وحزب العدالة والتنمية» و«أردوغان أنت غير مرغوب فيك هنا». هذا، وندد المتظاهرون بفساد الحكومة التركية والمساس بالحريات، واتهموها بتعميق التفرقة الطائفية ومخالفة الدستور، وقد شهدت الأوساط الإعلامية والسياسية في ألمانيا موجة من الاحتجاجات على زيارة أردوغان، ووصفها عمدة مدينة كولونيا لإحدى المحطات الإذاعية، مصرحاً أن: «هذه الزيارة لرئيس الوزراء التركي تعتبر استفزازية».
يرى البعض أن هذه الاحتجاجات من أشد الاحتجاجات التي شهدتها تركيا منذ سنوات، ويعزي بعضهم السبب إلى السياسات الأخيرة للحكومة التركية، التي أدت إلى حدوث التضخم الاقتصادي وانخفاض معدلات التنمية التي استطاعت الحكومة رفعها سابقاً، وارتفاع نسب البطالة، في حين يرى آخرون أن السبب المباشر في ذلك هو السياسة الخارجية لتركيا، والأدوار التي لعبتها على المستوى الإقليمي، بما يخدم الولايات المتحدة الأمريكية.