مع رفض استخدام أراضيها كساحة حرب بالوكالة  باكستان: حملة قوية للمطالبة بالاستقلال عن واشنطن
زوفين إبراهيم زوفين إبراهيم

مع رفض استخدام أراضيها كساحة حرب بالوكالة باكستان: حملة قوية للمطالبة بالاستقلال عن واشنطن

أثار قتل القوات الخاصة الأمريكية لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على الأراضي الباكستانية في 2 مايو، حملة متعاظمة في باكستان تدعو إلى استقلال البلاد عن تبعيتها واعتمادها على «المساعدات» الخارجية، والتوقف عن استخدامها كساحة للحرب بالوكالة خاصة في أيدي الولايات المتحدة.

ومن بين الأصوات القوية المنضمة لهذه الحملة، شهباز شريف رئيس وزراء البنجاب، كبرى الولايات الباكستانية، الذي صرح أن ولايته ستتوقف عن قبول المساعدات الأمريكية، وقامت بالفعل بإلغاء ست اتفاقيات مع الولايات المتحدة في مجالات الصحة والتعليم وإدارة النفايات الصلبة. وتعهد شريف بـ«كسر وعاء التسول» الذي قال إنه يقوض سيادة باكستان.

وفي حين يقول كثيرون إنه «يلعب ورقة سياسية»، فإن الواقع يفيد أن تصريحات رئيس وزراء ولاية البنجاب التي تأوي 60 في المئة من إجمالي سكان باكستان البالغ 180 مليون نسمة، قد أثارت شعوراً قوياً متنامياً بين مختلف القطاعات الأكاديمية والاقتصادية والسياسية ووسائل الإعلام بل والرأي العام، في حملة واسعة للمطالبة بوقف قبول جميع الأموال الأجنبية وليس فقط الأمريكية.

والمعروف أن باكستان هي واحدة من أكبر متلقي المعونة الأمريكية، جنباً إلى جنب مع «إسرائيل» ومصر. فقد تلقت في العقد الماضي مساعدات أمريكية بمجموع 20.7 مليار دولار، ذهب ثلثاها إلى الجيش. فعلقت الكاتبة فرح معظم قائلة «نحن بأشد الحاجة للخروج من هذا المغطس العميق لمحاولة الاعتماد على الذات».

وتساءلت «ما الذي يمكن أن نخسره؟»، مؤكدة أن المساعدات الخارجية هي السبب الجذري الكامن وراء كل المشاكل القائمة في باكستان حيث «نواجه العبودية والاستعمار السياسي... لقد قضوا سنوات طويلة في غسيل أدمغتنا حتى نعتقد أنه إذا جرى تقليص المساعدات، لن نكون قادرين على البقاء على قيد الحياة».

من جانبه قال مناف لكدا، المحلل المالي بشركة متعددة الجنسيات، إن الوقت قد حان لكي تقف باكستان على قدميها. وأضاف «يمكننا البقاء على قيد الحياة إذا اتحدنا»، لكن ذلك يتطلب أن «يضطر قادتنا إلى شد أحزمتهم أيضاً وهو ما لن يفعلوه»، وهنا تكمن المشكلة.

كما أعرب رسول باكش رايس الخبير الاقتصادي في لاهور، عن قناعته بأن اعتماد باكستان على المساعدات الخارجية يتداخل مع «ترشيد أولويات التنمية وقضايا السياسة العامة في مجالي الدفاع والتنمية».

وشرح أن السبيل الوحيد للحد من هذا الاعتماد هو زيادة الضرائب، وأن «المشكلة الحقيقية لا تكمن في عبء الدفاع، بل عبء القروض». وأفاد بأن ما يقرب من 55 في المئة من ميزانية باكستان تنفق على خدمة الديون، وتواصل الحكومة الاقتراض لأن «الجماعات الحاكمة لدينا تستفيد من هذه السياسة».

وشدد على أن «الإنفاق على الدفاع يمثل 28 في المئة من ميزانية الدولة، وهي نسبة عالية جداً ولابد من خفضها، لكننا لا يمكن أن نفعل ذلك إلى حين أن نعيد النظر في نموذج أمننا القومي».

ويشعر الكثيرون في باكستان بأن «صفقة» المقايضة مقابل المعونة جائرة إلى حد كبير. فقد قُتل نحو 30 ألف باكستاني حتى الآن، منهم 5000 من قوات الجيش والشرطة وأجهزة الاستخبارات.

ويقول حارس غزدار المحلل السياسي والاقتصادي، «نعم بالطبع هي جائرة. شعبنا لا يفهم كيف تباع حياتهم بهذا الثمن البخس للأجانب، ليس فقط للأمريكيين بل وللسعوديين أيضاً». وقال إن «معظم القتلى من شعبنا لم يموتوا على أيدي الولايات المتحدة بقدر تنظيم القاعدة وحلفاءه. السعوديون هم اكبر ممولي الإرهاب في بلدنا، لكن شعبنا يعتقد أنهم من المحسنين».

• (آي بي إس)