الفلسطينيون يبدؤون إحياء الذكرى 63 للنكبة
شارك آلاف الفلسطينيين في داخل الأراضي المحتلة في عام 1948 في مسيرة العودة بذكرى النكبة، وتزامنت المظاهرة مع بدء ما يوصف باحتفالات الكيان الإسرائيلي بما يسميه ذكرى استقلاله قبل 63 عاماً، في حين جدد فلسطينيو 48 التذكير بأن هذا التاريخ يعود لذكرى نكبة العرب والفلسطينيين بالنكبة.
وانطلقت مسيرة العودة من أنقاض قرية الدامون المدمرة إلى قرية الرويس في الجليل اللتين هُجر سكانهما قرب بلدة طمرة وقرية كابول وشرق مدينة عكا.
وكانت اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة قد دعت الفلسطينيين إلى المشاركة في المسيرة تحت عنوان «يوم استقلالهم، يوم نكبتنا»، ولقيت الدعوة استجابة قرابة 15 ألف شخص حضروا إلى القريتين المهجرتين من جميع أنحاء البلاد.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية واللافتات المؤيدة لحق العودة ولتطبيق القرارات الدولية ذات العلاقة، ورفعوا شعارات عديدة كان من بينها شعار «لا عودة عن حق العودة».
واختتمت المسيرة بمهرجان فني غنائي وطني وخطابي شدد المتحدثون فيه على حق العودة ورفض السياسيات التمييزية ضد الشعب العربي الفلسطيني في أراضي 48 من جانب سلطات الاحتلال.
ويؤكد منظمو المظاهرة أن المشاركة الواسعة فيها تأتي أيضاً استنكاراً للقانون الذي سنه الكنيست مؤخراً وينص على إجراءات عقابية ضد مؤسسات تحيي ذكرى النكبة، والمعروف باسم قانون النكبة.
وفي الوقت نفسه، دعت اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة أيضاً إلى مشاركة جماهيرية واسعة في مسيرتين مركزيتين بمدينتي غزة ورام الله.
كما أطلقت منظمات شعبية داخل فلسطين وخارجها دعوات للزحف إلى مناطق التماس مع فلسطين المحتلة في حرب 1948، للتأكيد على حق عودة اللاجئين إلى ديارهم بعد 63 عاما على تهجيرهم.
بموازاة ذلك اجتمع كبار القادة في جيش الاحتلال الإسرائيلي مع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو للاحتفال بما يسميه الكيان «يوم الاستقلال»، وبحضور عدد من كبار المسؤولين.
وأشاد نتنياهو- خلال حفل تكريم «الجنود المثاليين»- بقوات الاحتلال، مستعيدا ذكرى إنقاذ الجيش المذكور عدداً من الرهائن في عنتيبي بأوغندا عام 1976، واصفاً إياه باليوم الصعب بالنسبة له شخصياً، ولكنه يمثل «لحظة فاصلة في الحرب العالمية ضد الإرهاب»، حسب قوله، مضيفاً إن «إسرائيل تغير المواقف حول ما هو ممكن».
أما وزير خارجية الكيان الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان فقد عاب على المجتمع الدولي فشله في التدخل العسكري في سورية وحتى في إيران كما جرى في ليبيا.
وخلال لقائه بالمبعوثين الأجانب بالمناسبة المشؤومة ذاتها، أي ذكرى نكبة مليون ونصف مليون فلسطيني بأرضه عبر إعلان دولة الاحتلال في عام 1948 طالب ليبرمان صراحة بوجوب تدخل «المجتمع الدولي لصالح شعبي سورية وإيران لأن ما يجري في هذين البلدين وغيرهما في المنطقة مثل اليمن وليبيا لا يمكن تبريره»، حسب تعبير ليبرمان الذي ألح بالسؤال: لماذا تدخل المجتمع الدولي بليبيا وليس في إيران أو سورية، متشدقاً بالتنظير التالي: «وما هي الاستنتاجات التي سنخرج بها من هذا الموقف غير المتسق؟» ليضيف في تحريض واضح آخر إن هذا السلوك من العالم يبعث برسائل مزعجة لسكان الشرق الأوسط في وقت يجري فيه إبعاد فرص السلام والأمن والديمقراطية أكثر فأكثر..!
المفارقة العجيبة الغريبة أن الرسالة/الخلاصة التي أراد مجرم الحرب الإسرائيلي إملاءها على العالم فهي قوله بالفم الملآن ودون خجل ولا وجل أن على المجتمع الدولي أن يدرك أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تحترم القوانين الدولية بينما تواجه موجات غير منتهية من الإرهاب..!!!؟