كوريا الديمقراطية.. الرقم الصعب
مراد جاد الله مراد جاد الله

كوريا الديمقراطية.. الرقم الصعب

يبدو الحدث الكوري جزءاً من سلسلة أحداث خاصة فقط بالجزيرة المتوترة منذ أكثر من خمسين عاماً، وإن إعلان كوريا الديمقراطية أنها في حالة حرب مع جيرانها في جنوب الجزيرة ماهو إلا رد طبيعي على  المناورات العسكرية المستفزة التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها الجنوبية في المنطقة، وذلك بعد قيامها بمناورات عسكرية تشارك بها قاذفات نووية.

لكن لو حاولنا إيجاد صورة كلية للصراع الدولي الملتهب على أكثر من صعيد، فقد نتمكن من إيجاد بعد آخر للقضية، فالإعلان الكوري يأتي مباشرة بعد اجتماع حلفائه في قمة البريكس كما أنه تزامن تقريباً مع المناورات المفاجئة التي أصدر الرئيس الروسي بوتين أمراً بها بعد القمة مباشرة في محاولة منه للتأكد من مدى جهوزية جبهات القتال في البحر الأسود.

يبدو مجدداً من خلال الصورة المعروضة أعلاه أن الميزان الدولي الجديد الذي دشنه الفيتو الروسي –الصيني الأول في الحدث السوري آخذ بالتمظهر والتبلور في معظم ساحات الصراع. فإن كانت الساحة السورية آيلة للحل السياسي والحوار الذي طالب به الروس والصينيون منذ البداية، فمن منا يستغرب أن تؤول ساحة الصراع الكورية إلى تصعيد ضد التواجد الأمريكي وبالقرب -هذه المرة- من الشواطئ الأمريكية على المحيط الهادي.

أخذ البيت الأبيض تهديدات الزعيم كيم جونغ أون على محمل الجد، خاصة بعد أن رصدت جهات عسكرية جنوبية  تحركات في سلاح الصواريخ المتوسطة وطويلة المدى لدى الجار الشمالي، فيما انبرى الروس للتهدئة والدعوة لضبط النفس، محملين مسؤولية التوتر للولايات المتحدة وحلفائها، ما دعا الولايات المتحدة للاستنفار السريع لتطبيق خطة نشر منظومات الصواريخ الاعتراضية الإضافية في ألاسكا.